الجمهورية
عبد الجواد حربى
نسمة حرية .. رسالة إلي الرئيس
سيدي الرئيس.. أثق تماما في مساعيكم المخلصة وجهودكم الجبارة من أجل أن ينهض الوطن وتعود مصر تقف علي قدميها من جديد.. دور ريادي بارز يليق بمكانة وحضارة شعب علم العالم ويعلمه منذ سبعة آلاف عام.. وأعلم أيضا أن السواد الأعظم من أبناء وطني المخلصين لديهم نفس القناعة.
أعلم أيضا أن مشاكل دولة بحجم مصر وشعبها الذي قارب علي المائة مليون مواطن تنوء بحملها الجبال. لكننا علي يقين في الوقت نفسه بأنكم من أهل العزم والعزيمة التي لا تلين. وكان في قراركم القوي يوم أن انحزتم إلي الأغلبية التي خرجت لترفض حكم جماعة أرادت الانحراف بالوطن إلي طريق التهلكة.. عبرة وعظة.. لا تقل عن قراركم الجرئ بحفر قناة السويس الجديدة لتذهل بها العالم من جديد وتعيد للمصري إرادة صلبة وروحا جديدة كادت تضيع بسبب أنظمة فاسدة ظلت جاثمة علي أنفاس المصريين لعقود طويلة.
سيدي الرئيس.. لا أنسي أن أقول لكم أيضا أنني أشفق عليكم لأنكم تخوضون حربين في وقت واحد.. مكافحة إرهاب خبيث يطارد أبناءنا في داخل الوطن. ومعركة تنمية بدأت ملامحها في التشكل مع حفر القناة الجديدة واكتمال شبكة الطرق القومية وغيرها.. وغيرها.
ولكن - سيدي الرئيس - أري ومعي الكثيرون من أبناء الوطن المخلصين فسادا ينخر في عظام مؤسسات الدولة.. لا فرق بينه وبين الإرهاب اللعين. بل نري في الفساد ما هو أخطر علي مصر ومستقبل أبنائها من حادث إرهابي قد يقع هنا أو هناك ومعه يسقط ضحية من فلذات أكبادنا أو يصاب مواطن برئ.. ولكن - سيدي الرئيس - إن واقعة فساد واحدة نغمض أعيننا عنها أو نعجز عن الإمساك بها لحرفية مرتكبها وقدراته الخارقة علي ترتيب أوراقه كفيلة بأن تصيبنا جميعا بالإحباط وتفتر من عزيمتنا وتدق مسمارا في فضيلة انتماء أبنائنا وشبابنا للوطن.
إن المفسدين في مؤسسات الدولة كثر وأن القضاء عليهم معركة نعلم جميعا صعوبتها لكنكم - سيدي الرئيس - قادرون عليها والأغلبية المخلصة من أبناء الوطن خلفك يساندونك ويشدون من أزرك ورهن إشارة منكم كلهم جنودك المخلصون.
سيدي الرئيس.. إن هذه الأغلبية الساحقة التي سارعت لتلبية ندائك لتفويضك بمكافحة الإرهاب هي نفسها التي خرجت في الشوارع تدعوك للترشح لانتخابات الرئاسة ونجحت في إقناعك وكان يوم الاختيار مشهودا في تاريخ مصر والعالم وجاء الإجماع الكاسح عليكم ليذهل أعداء الوطن في الداخل والخارج.
هذه الأغلبية التي تعاني الآن من الفساد هي التي تتحمل معكم عبء رفع أسعار الطاقة والمياه وباقي السلع أمام تضاؤل مرتباتها ودخولها. لكنها في الوقت نفسه يملأ قلوبها الغيظ بسبب الفاسدين في ظل غياب العقاب الرادع وقرارات حظر النشر في قضايا فساد. لا لشيء إلا لأن ابطالها من الكبار!!
سيدي الرئيس لن نكون كأقوام إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد.. بل وفضحوه وجرسوه وسحلوه.
إن الفاسدين يحاولون العودة من الجديد - بعد أن اختفوا لشهور قليلة. أمام ملايين الثوار التي خرجت في ثورتين عظيمتين شهدا لهما العالم أجمع. ولم يعد أمامكم - سيدي الرئيس - وقتا يضيع إذا أردنا الانتصار لمعركة التنمية وعودة الدور الريادي لمصر من جديد. كان الانتصار أيضا علي حفنة من الإرهابيين يتربصون بالوطن ويسعون لعرقلة مسيرته.. سيدي الرئيس لتبدأ معركة التخلص من الفاسدين في كل مواقع الدولة من الآن ونحن معك ومتأكدون من قدرتكم علي التخلص منهم وفورا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف