الجمهورية
حميدة عبد المنعم
نبضات فكر
الصين ثاني اقتصاد في العالم استطاعوا أن يستفيدوا من مليار و350 مليون نسمة وهو عدد سكانهم.. حجم البطالة عندهم 3.4% بينما في مصر 20% البالغ عدد سكانها 90 مليون نسمة!!. يتميز الصين بالالتزام في العمر والتركيز فيه وليس هناك افتاء في كافة المجالات بل العمل والاتقان هو المحور الرئيسي للتركيز عكس مصر يتحدث المواطن في كل شيء كأنه عالم به!
نظرة الصينيين لمصر انهم شعب صاحب حضارة عطوف يعمل في ظروف صعبة لا تستطيع الصين العمل فيها.. يقولون عن المصريين انهم يتحدثون كثيراً ولو ركزوا في العمل بدلاً من الكلام الناتج يكون أعظم!! الصيني لا يضع ماله في بنك واحد أو مشروع واحد حتي لا يتعرض لفقده فعندما يتعرض للمخاطر يكون في جزء فقط وليس الكل. الشعب الصيني يبحث دائماً عن الاستقرار والرخاء والبعد عن العنف وهذا ما فعله هذا الشعب بعد الحرب العالمية منذ 70 عاما.
ولكن إذا نظر المصريون إلي الصين كيف فعلوا ذلك وكيف وصلوا إلي أن يكونوا عضواً دائماً في مجلس الأمن وقوة لا يستهان بها.. عند بناء الوطن في مرحلة جديدة بعد ثورتين علينا أن نضع أسسا لبناء الوطن وأعتقد من وجهة نظري تتلخص في خمس نقاط الأولي: عندما نبني من هو صاحب البناء وبالطبع الشعب هو السيد بنص الدستور والقانون كل حسب موقعه والثانية: أهلية من يبني وهو الذي يضع التصور والاستراتيجية والخطط وهؤلاء مجموعات كل في قطاعه سواء "تعليم أو صحة أو إعلام أو سياحة... الخ" إذن كل فيما هو مؤهل له والثالثة: بناء المؤسسات علي فكرة أساسية بمعني إذا ـــ مثلاً ــ أخذنا التعليم علينا أن نضع سؤالا أساسيا لماذا نتعلم؟ وبعدها نضع خطة كيف نتعلم وليس الحفظ والتلقين الموجود الآن والرابعة: ونحن علي أعتاب برلمان جديد علينا أن نعلم أنه ليس السياسة تناطح الأحزاب الآن بل هذا أصبح تاريخا وانما السياسة أن نترجم قضية تحت قبة البرلمان ونصل فيها إلي حل مثل التعليم أو البيئة أو الأمن وبذلك يكون لدينا فرق بين الأحقية في وجود نائب وأهلية هذا النائب.
أما الخامسة والأخيرة ويجب أن يكون لدينا حلم نصل اليه وليس بالضرورة وجودي في السلطة للوصول لهذا الحلم. والمؤسسات غير الحكومية هي المنوطة بذلك وليس مساعدة الفقراء فقط مع ان هذا مهم أيضاً فالشراكة الآن في صنع مستقبل الوطن أصبحت فرض عين وليس كفاية.. فإذا وضعت مصر تلك النقاط في المرحلة الجديدة وفي أخطر البرلمانات القادمة أعتقد اننا سوف نصل إلي مصاف الدول المتقدمة وأفضل ولكن علينا البداية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف