الأهرام
سعاد طنطاوى
هبه السويدى وسيدة لا اعرفها
اكتب عن سيدة لم اراها يوما ولم أعرفها ألا من خلال نعى ولدها – غفر الله له - الذى ملىء صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعى أنها السيدة الجليلة " هبة السويدى " فأنا اسمع دائما عن عائلة السويدى وابنائها رجال الاعمال الا ان ما لفت نظرى فى حادثة وفاة نجلها هو حديث الزملاء الصحفيين عن السيدة هبة السويدى نفسها فهى التى تصدرت الحديث الاعلامى وليس وفاة ابنها .
وعندما شدنى الفضول الصحفى لمعرفة من هى هذه السيدة التى يتكلم عنها الجميع سمعت ما يسر النفس من حلو فعلها باجماع الكل على انها أم الثوار التى حصلت على اللقب فى ثورة يناير 2011 وبالتحديد مع مصابى الثورة، حين خصصت حياتها لعلاج الفقراء وانشئت مؤسسة خيرية لعلاج مصابى الثورة، وعالجت ما يقرب من ألفى مصاب، وبعضهم عالجتهم على نفقتها بالخارج، وانها تعمل ذلك خالصا لوجه الله دون نفاق او رياء او حب للشهرة والظهور فى الاعلام فهى اكبر من ذلك بكثير.

ولاحظت بالفعل انها استقبلت مصابها الاليم بأيمان شديد وهدوء وسكينة نفس تنم عن مدى تمتعها بالايمان وبالحكمة والعقلانية جعلتنى ارغب فى رؤيتها لانها اكدت لدى ان مصر مازال بها نساء رائدات يمكن الاعتماد عليهن وقت تفاقم الازمات – وما اكثرها فى مصر – .

ونسأل الله ان يلهمها الصبر فى مصابها الاليم وندعوا الله ان يغفر لابنها ويرحمه ويدخله فسيح جناته رغم انى لااعرفهما الا اننى اقول لها ان سيدة بمثل مواصفاتك هذه واعمالك الخيّرة قد انجبت مثل ولدها الذى توفاه الله الالاف من الابناء الذين توليتيهم برعايتك وشملتيهم بمالك فهنيئا لك حب الناس وعوضك الله بهم خيرا ان شاء الله .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف