فى نهاية يوم طويل شهده لبنان الجمعة الماضى عكست آخر ثلاث كلمات قالها الجنرال ميشال عون حالته من الداخل ومن الخارج والتى يعيش على أمل تحقيقها مهما كانت العقبات وهو ان يصبح بعد كل هذا العمر رئيسا للبنان .
حيث قال إنه يعتذر عن عدم القدرة على الكلام لانه «مرشح»
كان يقصد انه مريض لكن الكلمة التى خرجت منه أنه مرشح .
كلمة مرشح فى اللهجة اللبنانية تعنى الإصابة بنزلة برد شديدة وكان عون يعانى نزلة برد قاسية جعلت صوته يكاد لا يخرج وهو يلقى الكلمة الختامية للتظاهرة الحاشدة التى دعا اليها مناصرى التيار الوطنى الحر.
الجنرال عون لم يتمكن من الذهاب إلى ساحتى التظاهر فى وسط بيروت ومنح خليفته المهندس جبران باسيل شرف الوقوف على المنصة ومخاطبة الآلاف من مناصرى التيار الذين زحفوا إلى وسط بيروت للتظاهر ضد تعطيل انتخاب الرئيس .
عون يعيش وبداخله طموح وحيد وهو ان يصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية ، وهو فى ذلك يحظى بدعم ظاهرى من جانب حزب الله ، ولهذا تخرج الكلمات من عون دون ان يقصد ولكنها تعبر عما يدور بداخله .
فحينما اراد أن يشكر الجماهير وهو يتحدث معهم عبر شاشة تليفزيونية ، قال أعتذر لأننى »مرشح« كان يقصد البرد لكنه هو يعيش على امل أنه المرشح الدائم لمنصب الرئيس .
وفى الخطاب الذى ألقاه صهره جبران باسيلى رئيس التيار الجديد قال : نريد رئيسا له حضور وشخصية،وهى مواصفات لا يراها إلا فى عون.
تلك هى الحالة... عون يريد أن يصبح رئيسا، ويطرح حلولا لعدم تمكن المجلس النيابى من انتخابه بأن يتم تغيير النص الدستورى القائم الذى يتيح للبرلمان حق انتخاب الرئيس ويتم استبداله بحق الشعب مباشرة فى انتخابه . الذى يتوقف امامه البعض هو هل الحالة الصحية التى عليها الجنرال عون تمكنه من هذا الحلم فهو من مواليد 17 فبراير 1935 ، فضلا عن أنه تنازل عن رئاسة حزبه السياسى لصهره وعمره 45 عاما وهى قاعدة معمول بها فى لبنان الآن بتصعيد جيل الشباب لقيادة الأحزاب .