أزمات متكررة يفتعلها الإعلام كل يوم، ولا نعرف إن كانت عن قصد، أم ضعف مهنى ونقص فى المعلومات، ويركز فى موضوعات بعينها، مستغلا بعض المشتاقين للحديث إلى الصحف والفضائيات من أصحاب الشهرة والمصلحة، بل يعترض على قضايا تحمل عناوين مفتعلة دون علم وخبرة ودقة ودراسة لها.
ولا ندرى ماذا اصابه، يذهب البعض إلى الإثارة والبلبلة والاتهام دون سند، بل والتشكيك فى كل شىء، واعتبار أنهم الأصدق، وإن هناك مؤامرة وفسادا وكلمات مرسلة تتخذ طريقها إلى النشر أو البث، ودون مراجعة حقيقية من أهل الخبرة، وعلى المتضرر أن يرد بالتوضيح أو السكوت وهذا افضل له.
بل يصل الأمر إلى مناقشة موضوعات وقضايا فرعية، تاركا المشكلة الأصلية دون اقتراحات أو حلول تعطى أملا للمجتمع، ويسلط الأضواء على شخصيات تافهة لا يعرفها المجتمع، وليس لديها أى إنجاز فى عملها، ولم تقدم اقتراحا واحدا يمكن تنفيذه، وتحاكم الجميع من أجل النقد فقط والهجوم تحت شعار أن الناس تحب الإثارة.
صدق استاذنا الكبير فاروق جويدة، عندما وصف الوضع الحقيقى بسؤاله رئيس الوزراء فى حواره المنشور بالأهرام الجمعة الماضي: «الدولة تركت الإعلام هايص لايص، ونسمع ونرى الآن ما لم نسمعه من قبل، وما لا نتمنى فى المستقبل، مضيفا أن هناك كوارث على الشاشات وفى الصحف والدولة فى واد والإعلام فى واد آخر، أين قوانين الإعلام والصحافة، التى انتهى إعداها منذ فترة؟»، فكان جواب رئيس الوزراء: «ستعرض خلال أيام على مجلس الوزراء لإقرارها».