سحر ضياء الدين
سيادة الرئيس.. وزراؤك خالفوا الدستور
كلما انجزنا مشروعات كبرى وظهرت اكتشافات عظيمة اسعدتنا وايضا على وشك استكمال خريطة الطريق بالانتخابات البرلمانية لننطلق نحو دولة التقدم والعدل .
وبعد هذه الخطوات الهامة والقوية من تاريخ مصر يخرج علينا وزير التعليم العالى بقرار غريب وعجيب وكأنه يتكلم من جزيرة منعزلة عن عالمنا الذى نعيشه اليوم ويقرر استثناء أبناء الضباط والمستشارين وفئات أخرى من قواعد التوزيع الجغرافى والتحويلات الجامعية تحت مسمى «اعتبارات قومية»،حتى يكون ذهنهم متفرغا لعملهم وأبناؤهم بالقرب منهم.
هل هذا القرار ينطبق ويتماشى مع ما نادى به الرئيس من الاهتمام بالشباب .
الاعتراض ليس على الفئات المستثناة ولكن الاعتراض على مبدأ الاستثناء فى حد ذاته .
والاغرب من ذلك ان أغلبية المجلس الأعلى للجامعات وافق على قرار تفويض الوزير باستثناء هؤلاء الطلاب تحت مسمى «اعتبارات قومية».
اولا ماينسف قرار وزير التعليم العالى من اساسه اهدار المادة رقم ٥٣ من الدستور وتنص على أن الدولة تلتزم بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، دون تمييز، ولدى القانون سواء، لا تمييز بينهم فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء السياسى أو الجغرافى، أو لأى سبب آخر .
وجاء رفض جابر نصار رئيس جامعة القاهرة طلبات التحويل الورقية التى أرسلها إليه وزير التعليم العالى لأنه لا يحق لهم التحويل وفقا لقواعد التنظيم الجغرافى والإقليمى، إلى جامعة القاهرة.
وفسر د.جابر نصار للوزير رفضه بأن الجامعة لا تطبق أى استثناءات، وهؤلاء الطلاب لا يحق لهم التحويل، والتحويل للجميع وانه لا يستثنى أحدا.
من الواضح أن وزير التعليم العالى لم يعرض هذا القرار على المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء الذى يعمل ليلا نهارا لترسيخ مبدأ العدالة الذى نص عليه الدستور وطالب الرئيس بترسيخه فى كافة المجالات .
أعتقد أن مثل هذا القرار لو صدر فى دولة من الدول المتقدمة لسقطت الحكومة وقدمت استقالتها فورا لمحاولة تكريس التمييز بين فئات الشعب واعتبار الدستور الذى تعبنا من أجل انجازه كأنه كان لدولة اخرى ونأخذ منه ما نراه يناسب قرارات المسئولين ونهمل ما نراه يتعارض معها .
أما فى مصر فماذا نحن فاعلون هل سنسير نحو التقدم والعدالة والديموقراطية أم سنعود الى عهد ساد فيه التمييز والاستثناء وننسى الدستور والخطوات التى قطعناها لنلحق بركب الدول المتقدمة ؟