المساء
ايمن عبد الجواد
باختصار .. فرق سرعات
الفارق بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة مثل الفارق بين الطائرة النفاثة والقطار القشاش.
الرئيس يجوب الدنيا كلها من أجل إخراج مصر من عثرتها ومواجهة جبال من الأزمات المتراكمة علي مدار عقود.. يعود من جولة آسيوية ضمت ثلاث دول ثم يذهب فجر اليوم التالي إلي الكلية الحربية ويمنح الطلاب نصائح ذهبية سيحتاجون إليها بشدة في ظل التطورات الدولية وظهور ما يسمي بحروب الجيل الرابع. فالحرب النفسية والمعلوماتية دمرت بلداناً وشعوباً مثلما ذكر الرئيس.
الشخص العادي يحتاج إلي يومين أو ثلاثة علي أقل تقدير لضبط الساعة البيولوجية قبل أن يمارس حياته الطبيعية عندما يسافر إلي دولة أخري أو حتي لأسوان أو شرم الشيخ. وهذا هو الفارق بين الرئيس وأي انسان آخر يعيش علي أرض المحروسة.
مصر بحاجة إلي أن نعمل جميعاً بروح وسرعة الرئيس حتي نخرج من أزماتنا في أقرب وقت.
ہ زاوية أخري للصورة:
كلنا أصيب بغصة في الحلق ووجع بالقلب من مشهد الطفل السوري "إيلان كردي" الذي عثروا علي جثته بشواطئ تركيا ضمن المئات أو الآلاف الذين يفرون يومياً إلي أوروبا وبعضهم يصل وأكثرهم يسقط في الطريق.
وكلنا نتحمل ولو جزاء من المسئولية باعتبارنا أمة واحدة -أو هكذا كنا- بشرط ألا تتحول الحكاية إلي حائط مبكي ووسيلة للابتزاز النفسي والسياسي أو لإخراج ما يختزنه البعض من حقد وغل أو يأس وإحباط علي أقل تقدير.
يجب ان ننظر إلي صورة- أو فاجعة- "إيلان" من الزاوية الاخري إذا كنا نريد حماية السوريين من مصير مظلم. فالحل ليس في شراء جزيرة لهم بقبرص أو اليونان أو فتح باب التبرعات ممن يبحثون عن الشو الاعلامي مستغلين حالة الوجع والصدمة التي نعيشها ويعيشها العالم معنا.
وحدة السوريين حول الوطن هي وحدها الضامن لحل القضية بالطريقة العادلة وان تتحول الصورة الصادمة إلي شبح يطارد الخونة والمتآمرين والمتخاذلين إلي قبورهم.. أولئك الذين ينفقون المليارات لاطالة أمد الحرب لكي تسقط سوريا ومعها الأمة كلها حتي لو تطلب الامر إخلاء البلد من أهلها.
وهؤلاء لن تؤثر فيهم صورة "إيلان" أو "ألف إيلان" لانهم ببساطة يتعاطون مع القضية السورية من منظور المكسب والخسارة وتأثير نهاية الحرب علي عروشهم وأرقام حساباتهم بالبنوك!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف