المساء
محمد جبريل
ع البحري .. من باب الهزار
أرجو ألا تتصور أن ما سأرويه لك من باب صدق أو لا تصدق. لكن ذلك ما حدث بالفعل. وعشته شخصيا. تحيرت. وتأسفت. ثم رأيت أن أعرض عليك ما حدث. ربما تعينني علي فك ألغازه.
وصل ماراثون الإعداد للسفر إلي المركز الطبي الألماني في ميونيخ لنهايته. بدأت في إعداد الحقيبة. والسؤال عن الجو. وظروف الإقامة وغيرها مما يشغل أي مسافر إلي بلد لم يزره من قبل.
البداية لما تبين الأطباء أن الطبيب الشهير الذي أجري ـ قبل عام ونصف العام ـ عملية لإزالة غضروف في العمود الفقري. قد أهمل تثبيت العظام. وهي عملية مهمة تلي الجراحة.
نفذت أوامر الأطباء بأن أرتدي حزاما عريضا يغني عن إجراء عملية جديدة. لكن العظام بدأت في الاصطكاك. ثم تفاقمت الحالة. لا استطيع أن أتحرك. أو أسير. أو أنام. أعاد الأطباء قراءة الأشعة والتحاليل. وأجمعوا علي ضرورة سفري إلي الخارج. وقع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء علي قرار السفر. لكن القرار لقي حظا سيئا بين الإدارات المختصة. دوخة ما بين وزارة الصحة ومكتب المستشار الطبي لرئيس الوزراء. ضحيتها زوجتي التي حفظت سحن الموظفين وأسماءهم. واقترحت ـ من قبيل الدعابة ـ أن يخصصوا لها مكتبا بينهم! لا أقوي ـ كما قلت لك ـ علي الحركة. حتي ما تقرأه لي أبعث به إلي "المساء" بالانترنت. ثم طولبت أن أحدد المستشفي الذي أفضل أن تجري فيه العملية. تناسيت التقليب في أسماء فنادق النجوم الخمسة. وساعدني أصدقاء أطباء في تحديد مركز طبي. وجدوا فيه المستوي الجيد في عمليات العظام. واتصلت وزارة الصحة بالمركز الطبي بفرانكفورت. فاتصل بالمركز الألماني. قيل لي إن المركز ـ بحكم تعامله مع الجهات المصرية ـ يريد تسلم قيمة العلاج كاملة. وانتظرت أن تنتهي خطوات ما قبل السفر. وبخاصة بعد أن قرأت خبراً في الصحف أن الدولة وافقت علي علاجي بالخارج علي نفقتها.
تلقيت اتصالات من العلاقات العامة بوزارة الصحة. ومن سكرتارية المستشار الطبي لرئيس الوزراء. ثم تفضل الدكتور إبراهيم شلبي المستشار الطبي لرئيس مجلس الوزراء فاتصل بي.
تحول قرار السفر للخارج إلي حوارات يصعب ـ ولو من قبيل رفض الإهانة ـ قبولها. إلي حد نصحي أن أتصل بسفارة مصر في باريس كي تتصل بفرانكفورت لمعرفة المبلغ الكلي للعملية.
قال المسئول لدهشتي من النصيحة: لا توجد ملحقية طبية مصرية في فرانكفورت. السفارة المصرية في فرنسا تتولي الاتصال. نسي محدثي أن بحوزتي أوراقا تثبت وجود مسئول طبي مصري في فرانكفورت. وأنه قد أجري بضعة اتصالات بمركز ميونيخ. آخرها قبل ثلاثة أيام. تتعجل تحديد المصاريف الكلية للعملية المرتقبة. أعادني السادة المسئولون إلي نقطة الصفر. ذكروا ـ للأسف ـ ما ليس صحيحا. وادعوا ما استطيع نفيه.
أرفض أن يكون ما حدث من باب صدق أو لا تصدق. ولعلي اعتبرته من باب الهزار!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف