سامى عبد الفتاح
كلمة حرة .. خماسية لفتح النفس قبل مواجهة النسور
ليس هناك مفاجأة في فوز منتخب مصر علي تشاد 5/1 في تصفيات الأمم الافريقية. لأن الفوارق كبيرة جدا.. إلا أن ما يسعدنا أن لاعبينا كانوا علي قدر المسئولية مع المدير الفني الكبير كوبر. وانتزعوا صدارة المجموعة.. فالفوز ليس فيه رفاهية أو اختيار. إنما كان إجبارا علي منتخبنا للحفاظ علي الصدارة في ظل سباق لتأهل منتخب واحد من المجموعة إلي نهائيات الأمم الافريقية في الجابون.. ووضح أن السباق سوف يشتعل ويلتهب في المباراتين القادمتين أمام منتخب نسور نيجيريا خلال مارس المقبل.. وأن الفريق النيجيري سيكون العقبة الأصعب في الوصول للنهائيات. وكان من المهم أن نعمل إلي هاتين المحطتين ونحن في القمة. بعدد النقاط والأهداف. والثقة الكبيرة في لاعبينا والجهاز الفني للمنتخب.. لذلك فإن الاستخفاف بالفوز الكاسح بالأمس علي تشاد. سيكون بمثابة مؤامرة علي الفريق الذي يخطو خطوات نحو الصحوة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة حتي غبنا وتخلفنا عن آخر ثلاث نسخ في بطولة الأمم بما لا يليق بمكانة منتخب مصر والكرة المصرية.. هذه الصحوة لها علامات جديدة ومبشرة مثل انخفاض متوسط سن اللاعبين وارتفاع السرعات في الملعب والكفاية العددية من اللاعبين في كل مركز واقتراب سن أصحاب الخبرات من أعمار اللاعبين الجدد والطاعة الواضحة للمدرب حتي ممن غادروا معسكر المنتخب قبل السفر إلي تشاد لم نجد لاعبا واحدا يخرج بتصريح غاضب حتي وإن كان الغضب موجودا في صدر اللاعب.. ومن العلامات أيضا أن تخلص كوبر من كل "الأساتذة والمعلمين" الذين كانوا كالمرض في جسد المنتخب في فترة شوقي غريب. وبسببهم دفع "غريب" الثمن.
إلا أن الأهداف الخمسة بالأمس يجب أن نخشي منها أيضا بقدر ما فرحنا بها.. نخشي أن تتسلل الثقة الزائدة إلي لاعبين لأن أغلبهم قليل الخبرة دوليا ومن الجائز أن يبهره الفوز ويتصور أنه آخر المراد.. مع أن كوبر قال كلمة حكمة لو أدركها كل لاعبي المنتخب لعرفوا أنهم مازالوا في بداية الطريق. وأن كل ما قدموه مع المنتخب حتي الآن. هو البدايات. وليس أكثر من ذلك.. فقد قال كوبر للاعبيه قبل السفر إلي تشاد أن التأهل لنهائيات الأمم مجرد خطوة علي طريق الأمل الكبير وهو نهائيات كأس العالم في روسيا.. ذلك أن مصر صاحبة الرقم القياسي في الفوز باللقب الافريقي وفي عدد المشاركات. والعودة إلي البطولة والمنافسة علي كأسها أمر طبيعي جدا. وسوف يرفع من معدلات الثقة والتحدي والإرادة نحو الوصول إلي روسيا.. ولدي شخصيا تفاؤل كبير في كوبر ومن معه لأن الخطوات الأولي سليمة ومبشرة بشرط أن يتخلي إعلامنا عما يدفعنا إلي الانقسام والتشتت لأن هناك أيضا علامات سلبية في الفريق يجب التصدي لها مبكرا ولنا معها مقال قادم بمشيئة الله.