بدأ مارثون الانتخابات البرلمانية وسط حالة من الجدل والصخب حول الأحزاب السياسية ومدي ارتباطها بالشارع وقدرتها علي التعبير الصادق لرغبات المواطنين وآمالهم وطموحاتهم.
وقد شهدت الأحزاب خلال الأسابيع القليلة الماضية صراعا لم يكن هدفه أبدا حسن اختيار ممثليها في الانتخابات أو رؤيتها لمستقبل مصر والتحديات التي تواجهها بقدر ما كان صراعا علي المناصب وبما يؤهل أصحابها لاعتلاء القوائم.
القوائم التي تمثل طوق النجاة للعديد من الأحزاب والتي يعتقد البعض أنها حصان طروادة في الانتخابات. بدأ المارثون بين النخبة والسياسيين الجدد الذين ابتليت بهم مصر بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ والذين لم يكن لهم أي تواجد سياسي قبلها بل ان بعضهم امتلك مهارة التلون السياسي من النقيض إلي النقيض.
بدأ المارثون والذي سوف يدخله بعض الأدعياء الذين يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم أصحاب ثورة ٣٠ يونيو وهي منهم براء لأنها كانت ثورة الشعب المصري كله ولم تكن مقصورة علي نخبة الفنادق والسهرات والليالي الملاح الذين صالوا وجالوا طوال حقبة ما بين ٢٥ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيو ٢٠١٤.
بدأ المارثون وسط غياب كامل من الاهتمام والمشاركة من جانب المواطنين والذين أصيبوا بتخمة المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات وبرامج التوك شو التي كشفت عن حالة الخواء السياسي في بلادنا.
وإذا كان مارثون الانتخابات يمثل جزءا أساسيا من استحقاقات خارطة المستقبل فإن الكرة الآن لم تعد في ملعب الرئيس أو الحكومة ولكنها أصبحت جملة وتفصيلا في حوزة الشعب المصري وملعبه.
نعم الشعب المصري أمامه مواجهة صعبة في ضرورة حسن الاختيار وتحكيم الضمير وعدم الانخداع وراء دعاوي الضلال والإفك التي تروج لها الجماعات التي تتستر وراء الدين.
لقد وقعنا جميعا في شرك الديمقراطية الزائفة خلال الانتخابات الرئاسية التي نجح فيها الدكتور محمد مرسي وعصابة الاخوان وأعتقد ان الوقوع فيها مرة أخري سوف يكون كارثة كبري قد يصعب الخروج منها مرة أخري.