حمدى الكنيسى
كلام من لهب ! .. نصدقك يا رئيس الوزراء ولكن ؟
وزير الزراعه د. صلاح هلال صرخ قبل استقالته والقبض عليه: «الفساد بيلف وينام» والمؤكد ان هذا الفساد «اللي بيلف وينام» كما قال الوزير الهمام، سرعان ما يستيقظ ويخرج لنا لسانه وهو يستأنف نشاطه الأسود!!
لن نغطي علي أي شئ يتعلق بالفساد ونتبني منهجا لمكافحة الفساد المالي والإداري ولا يوجد أي شخص فوق المساءلة!!
هكذا قالها مرة أخري رئيس الوزراء وهو «كلام جميل.. كلام معقول، مقدرش أقول حاجة عنه» ولكن - يا دولة رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب المتوهج نشاطا وحماسا وإخلاصا نحن نثق في وعدك لنا، ووعيدك لهم (للفاسدين) نثق فيك ونثق أن القضية الشائكة الخطيرة التي تتصدي لها مع حكومتك هي أيضا الشغل الشاغل للرئيس السيسي الذي أبدي أكثر من مرة قلقه من بطء المواجهة مع الفساد الذي يملك خلايا نمو سرطانية تجعله قادرا علي التحايل والتهرب والضحك أخيرا علي من يحاربونه.
ولعلك يا سيدي تعلم - مثلما أعلم وغيري يعلم - أن أرباب الفساد لا يزعجهم الكلام الكثير عن محاسبتهم ومساءلتهم، لأنهم - بخبراتهم المتراكمة - يعرفون أن الكلام الكثير الذي لا يتحقق منه إلا القليل يؤدي في النهاية الي فقدان الثقة في المواجهة كلها مع الفساد والفاسدين خاصة مع ما هو معروف عنا بأن «نفسنا قصير» وسريعا ما نهبط ونفقد الحماس!
ولعلك يا سيدي تعلم - مثلما أعلم وغيري يعلم - أن الفاسدين المحترفين يختفون في أضابير الأجهزة الادارية ويعرفون كيف يستغلون أقدم جهاز إداري في التاريخ مما يساعدهم في إرباك محاولات كشف حالات الفساد المستوطنة داخله أو المستندة إليه!
ولعلك يا سيدي تعلم - مثلما أعلم وغيري يعلم - أن بعض من يشغلون مواقع المسئولية قد لا يتحركون بالجدية اللازمة والسرعة المنشودة لكشف ومحاسبة الفاسدين إما مجاملة لهم وإما تواطؤا معهم بل إن بعض المسئولين يتظاهرون أمامك بمنتهي الحماس والشفافية والأمانه بينما يقدمون لكم معلومات خاطئة تقود الي محاسبة من قد يتضح سلامة موقفه بعد ذلك مما يشوه الثقة في إجراءات المحاسبة ومن أمثلة ذلك الإدعاء بأن «هذا» أو «ذاك» فاسد حتي النخاع لأنه من فلول الحزب الوطني أو فلول الإخوان، بينما «هذا» أو «ذاك» يكون قد قطع حلقه نهائيا بمن كان يرتبط بهم قبل الثورتين، وأنه لم يرتكب فسادا ولم يحرص علي الفساد، وقد أعلن ومارس ما يؤكد رفضه القاطع لسياسات ومخططات النظامين السابقين: النظام الشمولي الفاسد، والنظام الفاشي الارهابي الضليع في الفساد!
ولعلك يا سيدي تعلم - مثلما أعلم وغيري يعلم - أن «المحليات» بلغ الفساد فيها للركب كما قالها في البرلمان «زكريا عزمي» دون ان يسعي النظام وقتها لأي مواجهة مع الفاسدين بل وصل الفساد من «الركب» الي «الحلقوم» والرقبه!! ومعني ذلك أن مهمة حكومتك تتصاعد في ميدان وجبهة المحليات، وما أدراك ما المحليات!!
دولة رئيس الوزراء: إننا فعلا نصدقك.. وبالتالي نذكرك بما أشرنا اليه من معوقات وأحاييل يمكن أن تعطل خططك لاقتلاع جذور الفساد العديدة والتي جعلت - مثلا - وزير الزراعه د. صلاح هلال صرخ قبل استقالته والقبض عليه: «الفساد بيلف وينام» والمؤكد ان هذا الفساد «اللي بيلف وينام» كما قال الوزير الهمام، سرعان ما يستيقظ ويخرج لنا لسانه وهو يستأنف نشاطه الأسود!!
دولة رئيس الوزراء: إننا نصدقك ونثق في امكانية نجاحك في المهمة الخطيرة لأنك لديك أجهزة الرقابة العديدة القوية العريقة التي لا تعرف النوم أو الاسترخاء ولديك الحق في دعوة القضاء لإصدار تشريعات جديدة تستند إليها في قراراتك الحاسمة وإجراءاتك الرادعه للضرب بيد من حديد علي الفاسدين والمفسدين والمتقاعسين عن كشف ومحاسبة من يثبت فسادهم ولتتذكر يا دولة الرئيس أن من يقلقهم تفشي الفساد برغم أنف ثورتي يناير ويونيه بل ربما استغلالا لهما يتمنون أن يروا انحسار وتلاشي الفساد بأسرع ما يمكن ومن ثم لا يقعون أسري في أيدي المشككين، والمضللين، والمتربصين، والساعين بلا هوادة لإحباط الشباب حتي لا يروا الإنجازات الرائعة التي يحققها الوطن بالرغم من مؤامرات ومخططات أعداء الخارج والداخل.
الإعلام الجديد.. في المواجهة
المهندس ابراهيم محلب - مدركاً أهمية مشاركة الإعلام في مواجهة أخطر القضايا كقضية الفساد استجاب لما قدمته اللجنة الوطنية للتشريعات الصحفية والإعلامية من مسودة للقانون الموحد لتنظيم الصحافة والإعلام التي تمت مراجعتها من قبل وزير التخطيط الدكتور أشرف العربي وممثليه في الحوار عبد الفتاح الجبالي والمستشار محمد جميل والدكتور طارق الحصري، والمنتظر أن يصدر قرار الرئيس السيسي بقانون لتبدأ منظومة الاعلام الجديدة كما نص عليها الدستور وبما نمتلكه مع «نقابة الإعلاميين» من امكانيات لانطلاقة جديدة للإعلام والصحافة دعماً وسنداً للوطن.