الوطن
ناجح ابراهيم
بين الشك واليقين
لا أشك فى أن الإسلام هو الرسالة الخاتمة وأنه صالحٌ ومصلح لكل زمان ومكان.

وأشك فى تقديم المسلمين له بما يستحقه وتقدير عظمته وفى تطبيقهم له غضاً طرياً نابضاً حياً فتياً.

لا أشك فى أن الحركة الإسلامية المعاصرة لن تصل إلى السلطة فى بلاد العرب بأى طريقة وإذا وصلت إليها أجبرت على تركها.. وهذا ما أعتقده منذ زمن بعيد وقبل ثورات الربيع العربى بكثير.. وكتبته مراراً قبلها.

أشك فى مصداقية وتدين ووطنية الذين يريدون إفناء الحركة الإسلامية أو القضاء عليها أو وضعها فى السجون، ليعيش أبناؤها بقية حياتهم فيها.. ولا يرغبون فى ترشيدها وإصلاحها وتطويرها إلى الأفضل والأحسن، بحيث تتواءم مع دينها وحكوماتها ومجتمعاتها وشعوبها.

لا أشك فى حصافة الشيخ راشد الغنوشى الذى طبّق «فقه المصالح والمفاسد» عملياً، حينما أطلق صيحته «لأن نكون فى المعارضة خير من أن نكون فى السجن»، فأنقد حزبه وتونس من دوامات التكفير والتفجير ومسلسل السجون والإعدامات.

أشك فى اقتفاء أكثر الفصائل الإسلامية طريقته.. واهتمامها بفقه المصالح والمفاسد، أو «فقه المراجعة»، أو فقه المآلات والنتائج، وامتناعها عن دفع أبنائها إلى المعارك الخاسرة وإلى السجون أو القبور، طلباً للسلطة.

أشك فى أن بلادنا ستقدم الكفاءة على الولاء، وتنهى توريث وبيع الوظائف أو الاهتمام بالعباقرة واحتضانهم، بدلاً من تطفيشهم وطردهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

لا أشك فى قدرة الشريعة الإسلامية الغراء على حل مشكلات مجتمعاتنا إذا فهمناها وطبّقناها تطبيقاً صحيحاً.

أشك فى قدرة الحركات الإسلامية المعاصرة فى الوطن العربى على استحضار قيم الشريعة الغراء ومقاصدها ومبادئها الكلية وإعداد برنامج متطور مستنبط من قيمها ومبادئها العامة ومقاصدها الكلية يواكب العصر.. ويجمع بين الواجب الشرعى والواقع العملى، وبين النص ومقاصده، جمعاً صحيحاً.

لا أشك فى أن قوامة الرجل الصحيحة التى أرادتها الشريعة الغراء لا تتعارض مع كرامة المرأة وحقوقها.. لأن القوامة تعنى القيادة الحكيمة والرشيدة والرحيمة والمسئولة والحازمة.. وليس هناك مكون إدارى -صغر أم كبر- دون قائد، بدءاً من الأسرة الصغيرة، وانتهاءً بالدولة الكبيرة.

أشك فى أن يفهم الرجال فى بلادنا العربية ما عنته الشريعة بالقوامة، وأن يطبقوها تطبيقاً صحيحاً.. ونحن نرى نسبة النساء المعيلات تزداد فى مجتمعاتنا بطريقة مخجلة.. وتخلى الرجال عن زوجاتهم وأولادهم بطريقة فجة.. وبحث الكثير من الرجال عن تعدد الزوجات، قبل أن يجد ما ينفقه على أولاده من زوجته الأولى.

لا أشك فى وجوب الحجاب الذى يغطى الوجه والكفين ويصون المرأة ويحفظها.. وأن هذا الحجاب هو صلاح الظاهر الذى يحتاج إلى صلاح الباطن من الحسد والغل والحقد والرياء والنفاق وسائر أدواء القلوب.. وكل امرأة تحتاج إلى سترين، أحدهما لعورة الظاهر، والآخر لعورات الباطن «وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ».

أشك فى أغراض الذين يحاربون حجاب المرأة الصحيح بحجة أن بعض المحجبات فاسدات.. فهؤلاء يحاربون الشريعة والدين، لكن تحت ستار إصلاح المرأة.. وهل إصلاحها يكون بخلع حجابها.. أم بتعليمها وتربيتها وتهذيبها وتعليمها دينها الصحيح ومساعدتها مادياً ومعنوياً؟

لا أشك فى أن الحملات ضد الحجاب ذات توجه غربى لخدمة الثقافة الغربية من جهة، وبيوت الأزياء العالمية من جهة أخرى، التى تعتبر الدول العربية سوقاً رائجة للأزياء والموضة.

لا أشك فى أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحفظها أكثر من الدساتير الغربية.

أشك فى مقدرة المرأة العربية على الاستفادة مما منحها الإسلام من حقوق، فى ظل مجتمع متخلف وأمية متفشية.. وتقاليد بالية يظنها البعض من الدين وهى ليست منه.

لا أشك فى أن الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والعفو لا الانتقام.. وأشك فى قدرة المسلمين الآن على إظهاره للآخرين ديناً رحيماً متسامحاً.. عفواً.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف