الوفد
عزة أحمد هيكل
البرلمان.. منور..
قضية الأحزاب علي أساس ديني تذكرني بحال بلادنا في التعليم والصحة والدعم لأننا نكذب علي أنفسنا وندعي مجانية التعليم الابتدائي والأساسي والجامعي، وأيضاً ندعي التأمين الصحي الاجباري المخصوم من راتب الموظف والمستشفيات الحكومية العامة والتعليمية، وندعم الأكل والبنزين ونقول إننا دولة اشتراكية اجتماعية لديها تعليم بالمجان وصحة وأطباء وعلاج بالمجان وتموين للمحتاجين والبسطاء!! والباقي نعرفه جميعاً، أنه لا تعليم بالمجان وانما دروس ومجموعات وأنصاف متعلمين وجهلاء وتعليم مفتوح وانتساب موجه ومعاهد وكليات عامة وخاصة لا تخرج أي منتج نافع لهذا البلد يساهم في دفع عجلة الانتاج ولا يكون عبئاً إدارياً ومالياً علي هيكل الدولة الاداري وميزانية البلد، ويعرقل كل التقدم والتطور في وقفات احتجاجية لعدم تطبيق معايير الخدمة المدنية التي تحد من البطالة المقنعة وتكدس الجهاز الاداري، ومن المحسوبية واختلال ميزان العدل في الوظائف والمرتبات... الدستور نص علي عدم قيام وإنشاء أحزاب علي أساس ديني أو عرقي، وأقرت اللجنة العليا للانتخابات مجموعة من الضوابط منها عدم استخدام الدين أو الشعارات الدينية في المدارس أو الجامعات أو دور العبادة أو وسائل الاعلام، وحددت الرشاوي الانتخابية والأموال التي تنفق علي الدعاية، وإذ فجأة نجد أن كل هذا قد ذهب أدراج الرياح...
حزب النور السلفي الذراع الصحراوية المتشددة الوهابية السنية للجماعة الاخوانية وحليف الجماعات «اللي بالي بالكم» جميعاً في سوريا والعراق واليمن وليبيا وصحراء سيناء، مدعي التأسلم والتدين وأصحاب دعوات الخلافة الإسلامية بالسيف والدم والترهيب، من يساندون قتلة جنودنا وضباطنا وترويعنا، ومن خرجوا علينا بالتهديد والوعيد في رابعة والنهضة وما تلاهما من أحداث دموية، ومازالت آثارها في القلب والعين والنفس.. حزب النور الذي يصر علي التمييز السلبي تجاه المجتمع في الملبس والسلوك والقوانين التي تبناها ولا يزال يدعو اليها من ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية بدلاً من القانون الوضعي ولكأننا بلاد الكفر والردة!! هذا الحزب الذي يدعو إلي زواج الأطفال وإلي تحريم عمل المرأة وأنها مجرد عورة لا تختلط أو تخالط المجتمع إلا منتقبة مختفية مبتعدة، هذا الحرب الذي لا يقف للسلام الجمهوري ويعتبر الديمقراطية ردة وبدعة لكنه يصافح «الست ميركل» و»الست هيلاري» و»الست آشتون»، ويقدم التهاني للأخ أوباما وكيري وماكين، ولا مانع للبابا في روما ذات نفسه، هذا غير السيد نتنياهو الصديق، ولكن هذا الحزب يري ويعلن أن القبطي المصري صاحب الأرض عليه جزية ولا يجوز أن نعيد عليه في شم النسيم أو عيد القيامة أو العذراء أو مولد السيد المسيح في رأس السنة الميلادية..
حزب النور والجماعة والتطرف يتم تمويلهم من بلاد حبيبة الي قلوبنا وما زالوا يتلقون الأموال والعتاد والسوفالدي وينفقون ببذخ ويثير الريبة والدهشة والخوف من مصير مظلم لبرلمان مصري تظهر فيه الرجعية ورياح النفط الصحراوية التي قسمت سوريا والعراق واليمن وليبيا، وأضاعت بلاد الشام، وعلي وشك أن تضيع بلاد المسلمين جميعاً... حزب النور بكل أسف لا يجد من يقف في وجهه في الانتخابات لأن الأحزاب المدنية في صراع سلطة وكراس وايديولوجيات جعلتها تفقد مصداقية الشارع وأصوات الناخبين.. ولم نجد تحالفات قوية أو مؤثرة من الشباب والمرأة ومن الأحزاب والائتلافات الشابة الحالمة بالمستقبل لأن آلة ضخ المال لا تجد فيهم ضالتها ولا يوجد تمويل من الخارج لانتخابات برلمان صحي نقي شفاف معبر عن الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.. الساحة خاوية وخالية لحزب النور بعد أن صمتت اللجنة العليا ومجلس الدولة في انتظار من يرفع قضية، وأصابت مواد الدستور السكتة الكلامية والدماغية والقانونية بعد أن سمح لأعضاء من الحزب بالتظاهر علناً والترشح باسم الدين والاسلام والسلفية، ولم يعد لنا من ملجأ أو ملاذ إلا أن نقاوم بقلم أو كلمة أو تضرع إلي الله في أن يجلي بصر وبصيرة المصريين فيعرفون أنهم ان اختاروا هؤلاء مرة أخري فالطريق مسدود ومهدم ويقود إلي مصير بلاد مجاورة توشك أن تصبح مجرد تاريخ علي خريطة العالم الحديث مثلها مثل فلسطين التي ضاعت في 1948، وتحول أهلها إلي لاجئين فقدوا الجنسية والهوية والأرض وتاهوا في بلاد العالم وهاهم أشقاؤنا في سوريا يعدونهم لأن يعيشوا ذات السيناريو وبدلاً من أن نكتب في بطاقة الهوية وجواز السفر «سوري» إذا بهم علي طريق مكتب اللاجئين والمفوضية العالمية وذلك حتي يحملوا بطاقات لاجئين صفراء اللون علامة العلة والمرض والسقم والموت.. أمام الاعلام والمثقفين والأحزاب فرصة التنوير والتذكير بأن مصير أهل سوريا بدأ مع ذلك الشقاق بين السنة والشيعة كما يدعون، وكما اشتعلت بلدان المنطقة من دعم لجيش النصرة علي حساب الجيش السورى الوطني وصار الأمر فتنة ثم ثورة ثم حرباً أهلية أتت علي الأخضر واليابس ومازال أمراء النصرة وداعش والقاعدة يتلقون الأموال والسلاح من الشرق والغرب وكلاهما يذرف دموع الكذب والتماسيح علي طفل صغير يموت علي شواطئ تركيا وآلاف السوريين تنصب لهم الخيام في أراضي المجر وأوروبا وتركيا، ذلك لأن السنة غاضبون من الشيعة فلا هؤلاء يعرفون معني الإسلام والأخوة والايمان والأوطان ولا هؤلاء يعرفون أن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده.. جريمة الانسانية هي حين يصبح الدين سلاحا نقتل به باسم الرب أو باسم الصليب أو باسم الله أو محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.. ذكروا الناس وفكروا المصريين بالماضي القريب وبالحاضر الأسود علي حدودنا وأن من استباح حرمة مسلم أو حرمة مصري رجلاً أم امرأة باسم أي شريعة أو عقيدة فإنه وبال علي الوطن وعلي البشر وعلي دين الله.. البرلمان لن يكون لحزب النور حتي لا تظلم مصر للأبد..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف