الوفد
عباس الطرابيلى
مستقبل مصر.. والغاز الطبيعى
أرجأت الحديث عن الكشف الغازى فى حقل شروق لسبب غريب.. هو أن يعود الرئيس السيسى من جولته الآسيوية.. ربما لأننى أريد أن أخاطب من يملك اتخاذ قرار حاسم فى أمر يخص مستقبل مصر والأجيال القادمة، قبل أن يمس حاضر الوطن الآن.
مثلاً لابد من توجيه الاعلام المصرى حتى لا يبالغ - أكثر مما يجب - فى قيمة هذا الكشف الجديد.. وأتذكر هنا حكاية السبعين مليار دولار التى أخذ هذا الإعلام ينسج فيها مدعيا أنه حجم ما قام الرئيس مبارك بتهريبه!.
<< وثانيا أرفض تماما أى حديث عن إلغاء، أو حتى تأجيل، مشروع المحطة النووية لإنتاج الكهرباء فى منطقة الضبعة.. بل لابد من الاسراع فى تنفيذها.. تمامًا كما أنه لابد من المضى فى مشروعات استخدامات الطاقة الشمسية وأى طاقات جديدة.. ويكفى أن أوروبا - وهى قارة باردة لا تسطع فيها الشمس طويلاً، تمضى قدمًا فى مشروعات الطاقة الشمسية.. ويكفى أن الصين - وهى دولة كبرى - مازالت تعتمد على الفحم.. فى إنتاج الكهرباء بنسبة 50٪.
<< ثم ولأن مشروعات الطاقة تحتاج إلى سنوات عديدة لتخرج إلى النور.. فإن كل هذه المشروعات مطلوبة فى مصر، ويجب أن تسير متوازية مع استخدامات الغاز الطبيعى، أو الغاز المصاحب الذى يخرج مع زيت البترول.. ومع غيرها.. لبسبب غريب!!
<< ذلك أننى أرفض «حرق الغاز» ليتحول إلى مادة لتوليد الكهرباء.. بينما فى هذا الغاز ثروات هائلة إذ يمكننا أن ننتج من هذا الغاز وحده أكثر من 1000 منتج صناعى غاية فى الأهمية.. بداية مما يضعه الشباب على شعورهم.. إلى الأحذية مرورًا بالملابس وأدوات الزينة وما يصلح منها كمادة خام، هى تلك الصناعات البتروكيماوية.. وهى بكل المقاييس صناعة المستقبل.. بل فيها مواد غذائية تطعم الإنسان.. والحيوانات أيضا.
وإذا كنا - حتى السبعينيات - نحرق هذا الغاز إذا خرج مصاحبًا لزيت البترول، أو نعيد ضخه فى نفس الآبار لزيادة الضغط فيها وبالتالى زيادة معدل انتاج الزيت.. أو لحفظ الغاز فى باطن الأرض، فإننا للأسف كنا نحرق الكبريت الذى يخرج - أيضا - مصاحبًا للبترول - بحجة وجود إنتاج كبير من هذا الكبريت فى أسواق العالم.
<< الآن انتهت جريمة حرق الغاز باستخدامه مصدرًا للطاقة بل اعتبره العالم المصدر الأكثر أمانًا ونظافة للطاقة ويكفى أن الغاز السيبيرى - المنتج من حقول سيبريا الروسية - هو الذى يعتمد عليه شمال ووسط أوروبا.. كمصدر للطاقة.. ومصدر للقوة والثراء الروسى.. تماما كما هو الحال فى غاز ألاسكا الذى يغذى مصانع وحياة غرب كندا.. وكل الغرب الأمريكى.. كما أن غاز قطر - وهو الأكبر عربيًا - هو مصدر الثروة الجاه لهذه الدولة الصغيرة فى شرق شبه الجزيرة العربية.
<< فهل معنى ذلك أن نمنع استخدام الغاز الطبيعى المصرى - القديم - وأيضا الكشف الجديد كمصدر لتوليد الكهرباء.. بينما مصر تستورد الآن ومن سنوات الغاز الطبيعى لتشغيل محطات الكهرباء ذلك هو ما سوف أشرحه - هنا فى عدة مقالات - كمحرر بترولى عاش كل عمره الصحفى محررًا لشئون البترول - هنا فى عدة مقالات - كمحرر بترولى عاش كل عمره الصحفى محررًا لشئون البترول - هنا فى مصر - وفى أبوظبى منذ عام 1959 فى مصر، ومنذ عام 1972 فى أبوظبى، وحتى بعد أن عدت إلى مصر فى الثمانينيات.. وبعدها، وقد حضرت معظم اجتماعات منظمة الأوبيك من بالى فى إندونيسيا إلى كراكاس فى فنزويلا.. مرورًا بالطبع بأهم محطتين للأوبيك وهما المقر التقليدى للمنظمة فى فيينا.. وجنيف التى شهدت أشهر هذه المؤتمرات.. تمامًا كما عشت معظم اجتماعات منظمة «الأوابيك» أى منظمة الدول العربية المصدرة للبترول.. أى دعونى أنقل لكم كل خبرتى البترولية التى تمتد لأكثر من 56 عامًا تضعنى أقدم محرر بترولى فى الشرق الأوسط.
<< وقد يقول قائل: يا عم خلينا نعيش النهاردة.. ودع الخلق للخالق.. هنا أرد: وماذا عن حقوق الأجيال القادمة.. وهنا أتذكر الفكر السعودى المتطور.. والفكر الكويتى وكذلك الفكر الظبيانى الرائع فى ضرورة حفظ حقوق الأجيال القادمة إذ انشأت كل دولة من هذه الدول صناديق الأجيال.. تضع فيها حصة محترمة من عائدات هذه الثروة البترولية.. لهذه الأجيال.. حتى لا ينعم الجيل الحالى وحده.. ونحرم المستقبل من هذا الخير.
أى هل نخصص حصة من عائدات هذا الغاز للجيل الحالى.. وحصة للأجيال القادمة.. أم نحل مشاكلنا الحالية.. وربنا يفرجها؟!
<< هذا بعض ما سوف اتناوله هنا - فى هذا المجال - ولذلك انتظرت حتى يعود الرئيس.. وربما أيضا، حتى ننتخب برلمانا جديدًا فإلى الغد إن شاء الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف