المساء
محمد جبريل
ع.البحري .. وطن عربي.. بلا طائفية
المعني الاهم الذي طرحته المظاهرات الشعبية الاخيرة في العراق ولبنان. أنها أدانت لعبة. أو مأساة الخلافات المزعومة بين السنة والشيعة في القطرين العربيين. وهو ما ينسحب بالضرورة علي مثيلاتها من الخلافات التي تحاول قوي إقليمية ودولية تحريكها. بحيث يعاني الوطن العربي في ظل الخلافات الطائفية حزازات وصراعات ومعارك. قد تصل إلي الحرب الاهلية التي يدفع المواطنون المسالمون أفدح النتائج ثمناً لها. وهو ما يطالعنا في مشاهد النزوح الكبير من أبناء المنطقة العربية- سوريا والعراق بخاصة- إلي أوروبا. كانت مأساة الطفل الان نافذة أطل منها العالم علي المأساة القاسية التي أجبرت عشرات الآلاف من أبناء القطرين العربيين علي الرحيل صوب الشمال الهجرة إلي الشمال حسب رواية الطيب صالح. لكنها لا تنشد العلم. والتعرف إلي تقدم الآخر. وإنما تطلب الامن والاستقرار بعد ان جعلت الحروب المحلية من أيام الوطن ليلاً قاسياً دائماً. لا يبين عن أفق!
كانت الطائفية مفروضة علي لبنان من خلال تقسيمات غريبة فرضها الاستعمار الفرنسي قبل ان يغادر البلاد. سايره فيها زعامات سياسية. وجدت مصالحها في بقاء الحال علي ما هو عليه. وألفنا- بلا سبب موضوعي- اختيار رئيس الجمهورية من الموازنة. ورئيس المجلس التشريعي من الشيعي. ورئيس الوزراء من السنة. تقسيمة غريبة. تؤكد الخلافات الدينية والمذهبية وتعمقها. دون محاولة جادة للتخلي عنها. أو لتحجيمها في أقل تقدير. وكان طبيعياً أن ينتهي الأمر بالاوضاع السياسية اللبنانية إلي المشهد السياسي الحالي. حيث القصر الصغير الجميل بلا رئيس والصراعات بين الطوائف الدينية معلنة. والفصائل المسلحة تدافع عن الزعامات التي تدين لها بالولاء. وإن ادعي كل فصيل أنه يدافع عن الوطن الأم.
المعني الاهم الذي طرحته مظاهرات بيروت الاخيرة ان المشاركين فيها من أبناء الطوائف والمذاهب المختلفة. وأنهم هتفوا ضد الزعامات المتاجرة بالدين وطالبوا بأن تكون الغلبة لإرادة الوطن.
علي الرغم من إدانتي لنظام صدام حسين. وأنه أعطي العراق استقراراً في ظل الارهاب. وإسكات الاصوات المتطلعة إلي الحرية والرأي المعارض. فإن عشرات العرقيات ظلت متآية. دون ان تجد محاولات الوقيعة سبيلاً لتشويهها.
مظاهرات لبنان والعراق إعادة اكتشاف للشخصية العربية في هذين القطرين. حسهما الوطني القومي العروبي جاوز كل محاولات التقسيم بمزاعم دينية ومذهبية. هتف المتظاهرون باسم الوطن. وضد المتاجرين بحاضره ومستقبله.
ليكن هذا البعد الايجابي الذي أفرزته مظاهرات العراق ولبنان. بداية استعادة للمواطنة العربية. بما تعنيه من تاريخ. وهموم آنية. ومستقبل يستهدف صالح كل الوطن. لا مجرد جماعة تفيد من أوجاعه وأمراضه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف