قبل ثماني سنوات، عندما أقيمت الدورة الأولي للمهرجان القومي، كان المسرح يواجه أزمة حادة ، تمثلت بعض ظواهرها في تقلص العروض، وانكماش حاد في أعداد المشاهدين، وتراجع دور النقد المسرحي، ومع الدورة الثامنة للمهرجان تبدو الصورة مختلفة، سواء من ناحية إعداد وتنظيم المهرجان، أو بدء عودة الروح للمسرح المصري، حالة نشاط ملحوظة بدأت في مسارح الدولة، ومحاولات مخلصة من جانب فناني المسرح لتجاوز الأزمة، وتطبيق جاد للدور الغائب لمسرح الدولة تجاه المحافظات، لأول مرة منذ سنوات طويلة يفتتح عرض مسرحي جماهيري كبيرخارج القاهرة، مسرحية غيبوبة بطولة النجم أحمد بدير، التي افتتحت في الإسكندرية، وقامت بجولة فنية ناجحة في طنطا، وحاليا في أسوان التي لم يشهد جمهورها منذ سنوات طويلة عرضا مسرحيا كبيرا لمسارح الدولة، وإلي جانب العروض الجادة التي تقدمها فرق مسرح الدولة مثل الغد والطليعة والشباب، يواصل البيت الفني للمسرح سياسة الاستعانة بالنجوم، الفخراني في ليلة من ألف ليلة، ورغدة في الأم شجاعة، ويتزامن هذا مع ظهور جيل جديد من نقاد المسرح الشباب، يتبقي أن تتخلص المسارح التجارية الخاصة من مشاكلها، وتعود كما كانت حتي سنوات الثمانينات، لتكتمل منظومة عودة الروح لمسرحنا الخاص والعام.