وفاء الشيشينى
بدون مجاملة .. انتخابات أبوكم السقا مات
قيل مما قيل عن ثورة 25 يناير إنها أرجعت الناس لتهتم بالشأن العام أو بالبلدي كده تهتم بالسياسة أي بالبلد ومصلحتها. لم يعد المشي جنب الحيط هو العرف المصري للنجاة مما نخاف إنما الإحساس أن هذا البلد ليس بلدنا إنما بتاعهم.. الأسياد الذين ملكوها وجوعونا وتقاسموا ثراوتها بقسمة غير عادلة حتي بين لصوصها بينما خرج الشعب تماما من السياق. فكان طبيعيا أن تكون الانتخابات التي لم تأت أبدا إلا بمن ترضي عنه السلطة أو دفع ثمنها ندالة خساسة. فلم يتفاعل معها إلا من خلال بعض الترضية المؤقتة من سلع ومواد تموينية أساسية. أما الشباب فبحكم شبابه وبعض الوعي الذي ناله من النت وجوجله وتواصل الأفكار علي الشبكة العنكبوتية. فقد استمتع بفترة التزلف الكبري، هو يري هؤلاء الأسياد يتملقونه.. حتي ينالوا شرف التصويت الإيجابي للباشا والبيه وبعدها... أبوكم السقا مات. وهي اللعبة التي اتفق عليها جميع أطرافها في عرف غير مكتوب.. وبعدها يرجع بعدها البيه بيه والجعان جعان!!
لكن بعد 2011 استيقظ الأمل وظهرت الطوابير لأول مرة في كل الاستفتاءات والانتخابات وحماسهم وألسنتهم تقول بلدنا رجعت تاني لينا.. وبعدما جاءت صناديق الجهل بما أرعبنا.. فانتبهنا إلي خداعها وعرفنا أن الجهل والفقر وهروب الدولة من مسئولياتها التعليمية والثقافية وقبلهما مسئولياتها الدينية المتمثلة في التدين الوسطي الذي يفجر الرغبة في الاجتهاد والتجديد. وترك المجتمع يئن من الاحتياج والعوز. كلها أسباب دفعت شيطان التطرف.. فجاء شيطان التطرف ليتصدر المشهد!!
الآن.. تتكرر نفس الأخطاء.. ربما أخطرها بعدما تركوا حزب النور والسلفيين يرثون تركة الإخوان في الشارع الانتخابي.. فيلعبون علي نفس نغمة الإسلام السياسي.. ونسوا ما رأيناه من ظلامية أفكارهم التي ربما تفوق الإخوان بكثير.. ومع ذلك تركوه ينزل بثقله رغم معارضة النص الدستوري الذي يمنع قيام أحزاب علي خلفية دينية ولاّ تلك معلومة لم تصلك يا حكومة؟
لذلك إذا وجدت أن الإقبال علي الانتخابات قد رجع لمعدله إلي ما قبل يناير 2011 فاعرف أن الخطأ خطأك يانظام.. أما إذا حاشا لله.. وجدتم السلفيين يقفزون علي مجلس الشعب ويحصدون أصوات البسطاء بتوع الشريعة وقبله الشاي والسكر والآن السوفالدي.. فاعرف أن الانتخابات ستخرج لنا ألسنتها أو نعود مرة أخري لذكري الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا!! ينفع كده؟