الأهرام
مرسى عطا الله
البورصة.. صراع الثيران والدببة!
بأسلوب رشيق واستنادا إلى معلومات دقيقة موثقة صدر كتاب بالغ الأهمية تحت عنوان: «البورصة صراع الثيران والدببة» لمؤلفه الأستاذ عاطف ياسين الشريف رئيس البورصة سابقا وخلاصة هذا الكتاب أن البورصة لا تعرف أنصاف الحلول فهى إما أبيض أو أسود، إما شراء أو بيعا، إما ربح أو خسارة، إما صعودا أو هبوطا، إما ثيرانا أو دببة!
ورغم أننى لم يسبق لى التعامل فى البورصة ولا أفهم فى قواعدها فإننى استمتعت بما حواه هذا الكتاب من معلومات شيقة خصوصا ما يتعلق بالجانب التاريخى لنشأة البورصة المصرية فى حى محرم بك بالإسكندرية بمبادرات أهلية على غرار بورصات إنجلترا وأمريكا فى أواخر القرن التاسع عشر بعد أن انتشرت زراعة القطن فى مصر انتشارا واسعا ونتج عن ذلك حدوث عمليات بيع وشراء على البضاعة الحاضرة فى أول الأمر ثم أعقب ذلك قيام سوق للبضاعة تحت التسليم مما أوجب ضرورة تنظيم هذه المعاملات بشكل قانونى بإنشاء بورصة للأوراق المالية استوحت لوائحها من بورصة باريس ولم يكن يسمح لأحد بالدخول إلى مبنى بورصة الإسكندرية التى أشهرت عام 1883 كشركة مساهمة مصرية إسمها «شركة البورصة الخديوية» إلا بالملابس الرسمية وبموجب اشتراك سنوى حيث جرى تزويد المبنى بتليفونات للاتصال المباشر مع بورصتى ليفربول بإنجلترا ونيولانز بأمريكا أما الجزء الخارجى من المبنى فكان عبارة عن مقهى على مستوى عالى من التنظيم.
وفى رأيى أن هذا الكتاب يمثل إضافة جديدة للمكتبة المصرية خصوصا على ضوء التطورات المتلاحقة فى أنشطة البورصة وكيفية توظيف دورها فى خدمة مشروعات التنمية بأكثر من كونها ساحة للمضاربات التى كثيرا ما تتخللها أعمال غير شريفة والتى ينبه إليها المؤلف من خلاله تطرقه لأسس التحليل الفنى والتحليل المالى التى تساعد المستثمر على حماية رأسماله من مخاطر السوق مع التأكيد على أنه لا توجد وسيلة أو طريقة للاستثمار والمضاربة تخلو من العيوب نظرا لأن الظروف الاقتصادية معرضة دائما للتغيير.

خير الكلام:
ليس أفضل من علم لا ينفع سوى جهل لا يضر !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف