محمد عبد النور
مهرجان الإسكندرية السينمائى.. سحر التميز
العودة مرة أخرى إلى مكان جميل وأوقات جميلة، ليس بسحر المشاهد الطبيعية أو الهدوء النفسى أو الأمكنة ذات الملامح الخاصة، وإنما بفعل المشاركة فى صناعة أحلام وتتبع آمال، قد تتعثر بعض الوقت وقد تتحقق أوقاتا أخرى، ولكنها فى كل الأوقات تشاكس وتقاوم وتنفعل وتهدأ، تتلون بطبيعة هؤلاء المبدعين صناع هذه الأحلام وأصحاب هذه الآمال، والحلم هنا هو السينما صاحبة التأثير فى الوجدان الإنسانى المصرى وقد تجاوز عمرها المائة عام، والآمال هنا فى أن تستعيد السينما المصرية رونقها الإبداعى وتأثيرها الممتد كقوة ناعمة من المحيط إلى الخليج.
صحيح أن المشكلات كبيرة وممتدة منذ سنوات طويلة مضت ليس أقلها التمويل، ولكن إصرار المبدعين من كتاب ومخرجين وفنانين ونقاد لا يعترف بحواجز ولا يستسلم لمشكلات، وإنما هو طوال الوقت منتبه، متفاعل، مشاكس، طامح وطموح.. وقد أتاح لى الزميل الصديق الأمير أباظة، رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما ورئيس مهرجان الإسكندرية الدولى لسينما البحر الأبيض المتوسط، أتاح لى العودة مرة أخرى إلى هذا المكان الجميل وهذه الأوقات الرائعة فى صحبة مبدعى السينما المصرية وصناعها، مصاحبا لكتاب والدى الناقد الكبير الراحل الأستاذ عبد النور خليل «فاتن حمامة.. العصر الذهبى للسينما المصرية»، وقد اختار مهرجان الإسكندرية أن يكون الكتاب ضمن مطبوعاته التذكارية فى دورته الواحدة والثلاثين، وهو- المهرجان- يكرم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مخصصا ندوة خاصة لتكريم النجمة الفريدة فاتن حمامة.
وعندما أتحدث عن العودة مرة أخري، فإننى أقصدها حرفيا، إذ باعدت سنوات العمل المهنى بينى وبين حضور فعاليات مهرجان الإسكندرية لسينما البحر الأبيض المتوسط وكنت شديد الحرص على حضور فعالياته سنويا، لا أفوت مشاهدة فيلم من أفلامه، ولا أغيب عن حضور مناقشة فى ندواته، إذ كيف يمكن لمحب سينما أن يفوت مشاهدة فيلم فرنسى أو إيطالى أو يونانى أو جزائرى أو تونسى أو سورى أو مغربى أو لبنانى، أثار الجدل فى مهرجان دولى أو حمل رؤية سينمائية أو قدم نجما جديدا أو أعلن عن مخرج متميز أو تناول موضوعا جريئا، أو فيلما مصريا تم اختياره فى المسابقة الرسمية منافسا على جائزة المهرجان الأولي، وكيف يمكن لباحث عن ثقافة سينمائية أن يغيب عن مناقشات يديرها ويطرحها كبار الأساتذة من كتاب ونقاد السينما المصرية فى حضور كبار النجوم المصريين والعرب والأجانب.
وفى هذه الدورة من مهرجان الإسكندرية الدولى التى تحمل رقم 31 «دورة الفنان محمود يس»، نحن أمام حدث فنى وثقافى ضخم بامتياز، ففضلا عن المسابقة الرسمية التى يتنافس فيها 15 فيلما من 16 دولة، مسابقة البحر المتوسط للأفلام القصيرة ويتنافس فيها 24 فيلماً من 17 دولة، 15 فيلما من 10 دول عربية فى مسابقة «نور الشريف» للفيلم العربي، مسابقة الفيلم العربى الوثائقى الطويل: 11 فيلمًا من 10 دول عربية، مسابقة الفيلم العربى القصير: 23 فيلماً من 17 دولة عربية، مسابقة محمد بيومى لمبدعى الإسكندرية: 19 فيلماً، ومجموعة أفلام القسم الإعلامي، وأقسام الأفلام الخاصة : 120 سنة سينما عالمية، السينما المغربية (نظرة خاصة)، فلسطين فى مهرجانات العالم، قناة السويس فى السينما المصرية، ضيف شرف روسيا الاتحادية، فى فعاليات يديرها باقتدار الزميل الأستاذ محمد قناوي.
نحن نتحدث عن ما يقرب من 150 فيلما و150 نجما ومتحدثا وناقدا ومخرجا مصريا وعربيا وأجنبيا، ومحاور نقاش وندوات شديدة الأهمية فى سياق بحث حال السينما المصرية، حاضرا ومستقبلا، وكل فرع من فروع مسابقات المهرجان المختلفة، يصلح أن ينظم له مهرجان مستقل بذاته، بغض النظر عن أية ملاحظات جانبية، إلا أن استمرار تنظيم مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى لسينما البحر المتوسط طوال السنوات الأربع الأخيرة، وتنظيمه بهذا الشكل والحجم فى دورته الواحدة والثلاثين، وما يحمله هذا التنظيم من رسائل سياسية وثقافية وفنية فى هذا التوقيت الدقيق، هو فى حد ذاته إنجاز ضخم لجمعية كتاب ونقاد السينما ورئيس المهرجان الأمير أباظة ومجموعة الشباب الواعدين من محبى السينما العاملين معه.•
الفاتنة.. فاتن حمامة فى العصر الذهبى للسينما
فيلم الفاتنة يرصد شهادات عدد من النجوم فى حق فاتن، ومنهم سمير صبرى ومحمود ياسين ونيللى ويسرا وجميل راتب وهشام سليم، وحمل الفيلم رسالة بصوت فاتن حمامة قبل رحيلها لجمهورها وأهلها فى المنصورة.. الفيلم يحمل رسالة بصوت فاتن حمامة لجمهورها قبل وفاتها مباشرة، عرض الفيلم بحضور دريد لحام والناقد وليد سيف والدكتورة غادة جبارة عميد معهد السينما.. وتلى عرض الفيلم مناقشة لكتاب «فاتن حمامة فى العصر الذهبى للسينما» بقلم الكاتب الراحل عبدالنور خليل وأدار الندوة الكاتب محمد عبدالنور الذى تحدث عن الكتاب الذى يحمل العديد من الأسرار والكواليس فى حياة فاتن حمامة، وبالتالى فهو يحمل انعكاساً عن علاقة صداقة وارتباط بين صحفى ومصدر ليست علاقة تقليدية، إنما هى علاقة التقاء فكرى وإيمان برسالة. •