لم تكن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لثلاث دول آسيوية مهمة هي سنغاورة والصين واندونيسيا لمدة اسبوع كامل بعد عودته من روسيا بأيام فقط وليدة المصادفة بل جري الاعداد لها بدقة بهدف الاستفادة من تجاربها الرائدة خصوصا النهضة السنغافورية في مجالي ادارة الموانيء وتحلية المياه وفي الصين بحث الرئيس تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وجذب المستثمرين إلي مصر وشارك في احتفالات الصين بمناسبة مرور 70 عاما علي انتهاء الحرب العالمية الثانية فيما وقع في اندونيسيا 15 اتفاقية اقتصادية ومذكرة تفاهم لزيادة استثماراتها في مصر وتبادل الخبرات في المجالات كافة ولذا يمكن القول ان ال 7 أيام التي قضاها الرئيس في بلاد النمور ستسهم في اعداد منصة انطلاق وطننا نحو المستقبل.
ولم يكن اعلان شركة "إيني" الايطالية اكتشاف أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم "شروق" علي سواحل مصر في البحر المتوسط أثناء زيارة الرئيس الخارجية مجرد خبر تنقلته وكالات الأنباء والصحف المحلية والعالمية خلال الايام الماضية بل رسالة للخارج قبل الداخل ان مصر قادمة من جديد باعتبارها قوة اقتصادية وسياسية قادرة علي عبور عثراتها والتأثير في محيطها الاقليمي والسياسة الدولية لأنها دولة محورية في المنطقة ولا يمكن ان يسلبها الارهاب حريتها ومستقبلها الواعد ولذا حرص الرئيس أثناء وجوده في الخارج علي الاتصال بكلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي للشركة الايطالية لمناقشة نتائج الكشف في الوقت الذي بدأت تنطلق أصوات خبراء اقتصاديين عقب الاعلان عن مفاجأة ايني مطالبة باعادة النظر في البرنامج النووي المصري بوقف تنفيذه أو علي الأقل تأجيله بزعم اننا لم نعد في حاجة إلي الطاقة الذرية السلمية.
وهذا التوجه دفع البعض إلي الاعتقاد بأننا قد نتعرض ل "نظرية المؤامرة" وهو المصطلح الذي ورد لأول مرة في مقال اقتصادي نشر عام 1920 وتمت اضافته إلي قاموس اكسفورد عام 1997 ويعني ان بعض الحكومات تتآمر علي الشعوب لاتخاذ قرارات ليست في مصلحتها وإذا كان المواطنون تقبلوا مثل هذه النظريات في مصر خلال أوقات سابقة تحت مسميات مختلفة أدت في النهاية إلي الغاء الحلم النووي وتأجيل تنفيذه ما يزيد علي 65 عاما لكن يقيني ان عهد الرئيس السيسي لا يعرف مثل هذه النظريات لأنه يسعي لتحقيق انجازات ظلت بعيدة المنال طوال سنوات من أجل ان يحقق الرفاهية لشعبه في اقصر وقت ممكن وعلينا ان ننظر حولنا لنشاهد كيف أنقذ وطننا من مصير دول كثيرة مجاورة لنا مزقتها الصراعات وآخرها المأساة التي هزت ضمير البشرية عندما غرق الطفل السوري ايلان وشقيقه ووالدتهما في البحر المتوسط بعد ان فقدت دولتهم الأمن والاستقرار.
واقول لكم علينا ان نعرف الفرق بين القيام بثورة من أجل اقامة دولة ديمقراطية حديثة أو هدمها فوعي الشعب وايمانه بوطنه سيصل به إلي بر الأمان قبل ان يسقط في براثن الاقتتال الداخلي علي الرغم من محاولات حفنة من الخونة تأجيج الفتنة لوضع العراقيل أمام تقدم بلادهم ودفعها إلي الدخول في حروب طائفية لتنفيذ مخططات غريبة باسقاط مصر في الفوضي باستخدام التنظيمات التي تتاجر بالدين الممولة من المخابرات العالمية وعلي رأسها الإخوان وأذرعتها الإرهابية وفي مقدمتها داعش والقاعدة والنصرة فالأيام تؤكد ان المصريين أنقذوا وطنهم من مصير دول كثيرة مجاورة مزقتها الحروب إذ سعي التنظيم الخائن إلي تحويل دولتنا إلي مقر للإرهاب في العالم لكن استطاع الشعب بفضل الله ثم وقوفه خلف الرئيس السيسي أن ينقذها من الضياع.