الجمهورية
عبد اللة نصار
تساؤلات
نظام التعليم في مصر بوجه عام هو المدخل لعلاج الفقر والبطالة وليس بالاعانات الهزيلة أو معاشات هزيلة للأسر والأباء الطاعنين بالسن .
دعم قدرات الناس علي الكسب الحلال أهم كثيرا من دعم البطاقات أو معايرة وإذلال الناس من حين إلي اخر بفاتورة الدعم المتضخمة.
التعليم هو الطريق لقهر البطالة ولكن أي تعليم نحتاج وأي تخصصات نحتاجها ولماذا لا يصبح خريج المعهد أو الجامعة قادراعلي مسئوليات العمل بعد تخرجه لأنه لم يتلق الاعداد والتدريب الذي يؤهله.
وما جدوي كل هذه الكليات الجامعية والمعاهد العليا والمتوسطة إذا كان خريجوها يجلسون في البيوت ويضعون شهادات التخرج في الصالونات ويصبح الحصول علي فرصة عمل أمرا غاية في الصعوبة.
ومن اسف أن بعض المصانع والشركات المصرية الأن تتحايل وتستورد عمالة عادية وتحت مسميات خبراء أوزيارات في الوقت الذي يتكدس العاطلون من خريجي الجامعات والمعاهد العليا علي الأرصفة والمقاهي.
والشركات والمصانع من حقها أن تستعين بالعمالة المدربة القادرة علي العمل والانجاز ولكن هل يرفض الشباب المصري خريجي الجامعات والمعاهد العليا الوظائف التي تعتمد علي العمل اليدوي أو ربما لاتتناسب مع مؤهلات جامعية حصلوا عليها وليس عليها أي طلب بالسوق المصري.
المؤكد أن أزمة البطالة السافرة وضيق الأحوال الاقتصادية تدفع خريج الجامعة الأن إلي السعي والبحث عن وظائف ربما ليس لها علاقة بالمؤهل الذي حصل عليه من الجامعة أو المعهد.
ومنذ أيام قليلة طلبت احدي الجهات عمالة عادية تشترط فقط القراءة والكتابة والموقف التجنيدي وهي وظائف عمالة عادية وتقدم لهذه المسابقة وتزاحم مع العمالة العادية عشرات المئات من خريجي التجارة والعلوم والتربية والأداب والهندسة والزراعة أليست هذه كارثة.
لماذا لا نعيد النظر في أسلوب ونظم التعليم التي تسهم في خلق الوظائف المناسبة ولماذا لا نؤهل خريجي الجامعات والمعاهد من خلال الدراسة لوظائف تتفق مع مؤهلاتهم واستعدادهم.
أن الانفاق علي التعليم بكل مراحله وما يخص له من موارد الدولة يهدر لأنه لا يحقق الهدف في الاعداد للتوظيف وأتذكر أن أحد كبار أصحاب الأعمال في العاشر من رمضان قد أعلن عن مسابقة لاختيار وتعيين عمال أوحراس أمن للمخازن والبوابات داخل المصنع وفوجئت ادارة المصنع بتخصصات من الخريجين لم تتوقعها وهي بكالوريوس العلوم والتجارة والزراعة والهندسة والأداب والسياحة والفنادق وصدرت التعليمات إلي اختيار وتعيين المؤهلات الأدني من الحاصلين علي الاعدادية أو المؤهل المتوسط بشرط توقيعهم اقرارات بعدم المطالبة بالنقل إلي وظائف أخري.
وبعد اختيار من وقع عليهم التعيين فوجيء رجل الأعمال بمجموعة من الشباب تعترض سيارته في اليوم التالي بحدة وارتمي بعضهم أمامها وانزعج السائق وترجل رجل الأعمال ونزل إليهم وفوجئ أنهم غاضبون لأنه لم يتم تعيينهم وكان أحدهم يبكي بشدة وقال له رجل الأعمال يا ابني كيف أعيينك حارس أمن وأنت بكالوريوس علوم ولك زملاء في المعامل داخل المصانع ورد عليه الشاب أنا موافق علي أي عمل المهم مصدر للدخل وأنا موافق حارس أمن أو خدمات معاونة.
ربما ترد هذه القصة علي ماصرح به الوزير مصطفي مدبولي وزير الاسكان بانه يدور علي المقاهي لاقناع الشباب بالعمل وهم يرفضون نظام التعليم يحتاج إلي إعادة نظر فيه بكامله ونحتاج إلي نظام تعليمي يرتبط بسوق العمل لدعم قدرات الناس علي الكسب الحلال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف