فتحى سند
هدية مقبولة.. وجميلة!
>> من لم يقبل الهدية في كرة القدم.. عليه أن يتحمل مسئولية الفشل إذا إصابه.
الهدية في بعض الأعراف مرفوضة، إذا كانت تحمل رائحة من الرشوة.. وإنما في مباريات كرة القدم محببة وجميلة.
كان يخطئ حارس مرمي في كرة سهلة، فتدخل إلي الشباك، وليتقدم بها الفريق المنافس، أو أن "يسرح" مدافع وتروح عليه "نومة" فيلتقط الكرة مهاجم كان موجوداً بالصدفة في مكان، ليحرز هدفاً.
ليس هذا فقط.. وإنما النيران الصديقة هي شكل من أشكال الهدايا.. إذ يعجز فريق في إحراز هدف، وفجأة يخطئ لاعب، ويسدد في مرماه.
كل هذه.. هدايا مقبولة.
ولعل آخر وأجمل الهدايا قدمها المنتخب التنزاني لمنتخب مصر قبل أن يلعب مع تشاد في نيجامينا.. إذ تعادل التنزانيون مع نسور نيجيريا في الجولة الثانية للمجموعة التي تضم أربعة فرق يصعد منها واحد لنهائيات الأمم الافريقية.
لم يكن أحد يتوقع أن يفقد المنتخب النيجيري نقطتين في سباق التأهل لنهائيات الجابون 2017، ولكن حدث والحمدلله، لتكون بارقة الأمل الأولي التي تفتح الطريق لتربع أحفاد الفراعنة علي قمة المجموعة، ليتأهلوا مباشرة دون انتظار للبحث عن مقعد عبر أحسن ثواني.
والواقع.. أن المنتخب التنزاني يستحق كل التقدير والاحترام.. بل والشكر، لأن الحسابات داخل المجموعة أصبحت واضحة المعالم إذا أحسن المنتخب الوطني التعامل مع المباريات المتبقية برجولة دون أن يفرق بين فريق يراه منافساً مثل نيجيريا، وفريق ليس له مكانه مع الكبار مثل تشاد وتنزانيا، فيفاجأ أن الخارجين عن المنافسة هم الذين يحددون من يصعد.
عموماً.. هي بشرة خير.
>> الكرة الافريقية تتغير بشكل مرعب، وأسرع مما يتوقعه الكثيرون.. فما كاد منتخب تنزانيا يحقق مفاجأته، حتي كانت الصدمة والرعب لمنتخب جنوب افريقيا أمام موريتانيا.
هل كان أحد يري ولو من بعيد.. من آخر الدنيا أن يتعادل جنوب افريقيا مع موريتانيا.. أبداً.. فحدث ما هو أبعد وأبعد جداً.. أن يفوز المنتخب الموريتاني 3/1.
نتائج التصفيات الافريقية الأخيرة عجيبة الشأن.. ولكن يبدو أن ما سيأتي سيكون مثيراً، وإذا لم "يصحصح" المصريون.. سيجدون أنفسهم بعيدين للمرة الرابعة عن نهائيات أمم افريقيا.
>> جميل أن يلعب الأهلي في اسبانيا، وكاد يفعلها ويفوز بدون الدوليين علي خيتافي.. والأجمل أن يلعب مع فريق عالمي هو بايرن ميونيخ، لصالح أطفال سوريا.
كلي ثقة أن تقام المباراة في استاد القاهرة، وأن تكون بداية الخير للملاعب، في مناسبة إنسانية للخير.. حينئذ سيكون الإقبال الجماهيري عظيماً، والدخل كبيراً.. والمردود العام هائلاً وجباراً.
ولكن.. علمت بعد ذلك أن المباراة ستقام في ألمانيا.
إذا لم تعد الحياة للملاعب بجماهيرها المحترمة التي تعرف الأصول، فمتي وكيف تعود.
يجب أن يدرك المسئولون أن بداية ضخ الدماء في شرايين جسد الملاعب الذي أوشك علي الموت، يمكن أن تكون في بعض المباريات الودية، ثم في مباريات المنتخب.. وفي مباريات الأهلي والزمالك الافريقية.
لن تعود الجماهير فجأة، وإنما بالتدريج، وعلي السادة المسئولين في الأندية واتحاد الكرة أن يبحثوا في شكل هذا التدريج.. وكفاية تهريج!
>> البداية لنتائج دورة الألعاب الافريقية بالكونغو كانت تحمل تفوقاً نسبياً في عدد الميداليات التي فاز بها المصريون، وظلوا في المقدمة عدة أيام.
كم أتمني أن يستمر التفوق حتي نهاية الدورة ليبرهن الرياضيون أنهم الأحق بزعامة القارة السمراء.
>> يا تري.. "إيه أخبار المبادرات؟".
الدنيا تبدو هادئة إلي حد ما بين الزمالك والأهلي، لأن الكلام والتصريحات أخذت تقل، وإذا كانت هناك من تعليقات فهي ظريفة من الطرفين.. وهذا يعني أن المسألة في النهاية كلمة.
فعلاً.. الكلمة الحلوة صدقة.
>> يخشي علي اتحاد الكرة في آخر سنة.. أن ينصرف للعمل في الانتخابات، سواء بعمل الدعاية لمن قرر أن ينزل.. أو بالبروباجندا لمن سيقف إلي جواره، أو بالبحث عن فرصة أو وسيلة للفوز بأي حاجة من الجهات التي ستترشح.
باختصار.. يجب ألا تكون سنة "بظرميط" داخل الجبلاية، حتي تكون النهاية سعيدة.