محمود معروف
ليلة سوداء في الاستاد والمشرحة!!
لم أذق طعم النوم من ليلة أول أمس حزناً علي الضحايا الأبرياء عشاق نادي الزمالك الذين فقدوا أرواحهم حباً في ناديهم.. ذهبوا لتشجيعه في الاستاد ومؤازرته في تحقيق الفوز والاحتفاظ بصدارة الدوري واقترابهم من الفرصة الكبري بحصول ناديهم علي البطولة بعد طول غياب.. لكنهم لم يفرحوا ولم يشاهدوا المباراة والأسوأ انهم لم يعودوا إلي بيوتهم وخرجوا من "من برة برة" إلي المشرحة ثم إلي المقابر تاركين وراءهم فاجعة كبري وأحزانا ستطول لأهاليهم المكلومين ولزملائهم وأصدقائهم ولكل مشجعي ناديهم الزمالك حزناً علي موتهم تحت الأقدام في فاجعة هي الأسوأ منذ مذبحة جماهير الأهلي باستاد بورسعيد قبل ثلاث سنوات.
كانت ليلة حزينة.. فاجعة وكارثة هزت كل المصريين نعي خلالها الرئيس السيسي الشهداء وقدم التعازي لأسر الضحايا وعقد المهندس ابراهيم محلب اجتماعا طارئا مع وزراء الداخلية والصحة والشباب والرياضة ومحافظ القاهرة وقدموا تعازيهم في شباب راح ضحية حبه وتشجيعه لناديه بلا ذنب.
ما حدث أمر صعب.. كل منا يتخيل لو ان ابنه أو حفيده لا قدر الله هو الذي ذهب إلي الاستاد لحضور المباراة وجاءه خبر وفاته وانه لن يراه مرة ثانية بعد تلك الليلة المشئومة.. يا لها من مأساة تدمي القلوب.. قلبي علي أسر الضحايا وأقاربهم وأصدقائهم وهم ذاهبون إلي مشرحة زينهم للتعرف علي أبنائهم وحمل جثثهم بعد تشريحها ودفنها.. اللهم نسأل الصبر.. انني أشعر بما تشعر به أسرة كل شاب قتل ومات بلا ذنب.
هذه المأساة تذكرنا بمأساة مباراة نادي الزمالك مع نادي دوكلا براغ التشيكي عام 1975 التي أقيمت باستاد الزمالك بميت عقبة "استاد حلمي زامورا حالياً" التي راح ضحيتها أكثر من خمسين مشجعاً من جمهور الدرجة الثالثة الذين احتشدوا وتدافعوا وسقطوا فوق بعضهم البعض واصطدموا بالسور الحديدي فمات العشرات لتكدس المدرجات بأكثر من سعتها لكن الوضع هنا مختلف في مأساة استاد الدفاع الجوي حيث كان الزحام شديداً علي الأبواب.. الجماهير ذهبت لحضور المباراة علي أمل أن تشتري تذاكر من أمام الاستاد فلم يجدوا فازداد الزحام وكان ينبغي أن تفتح الأبواب لدخولهم لأن المدرجات نصفها خال ولو فعلوا ذلك ما حدث التكدس والاختناقات.. كان يجب أن تصدر التعليمات بفتح الأبواب لدخول الجماهير ليس لمشاهدة المباراة وإنما إنقاذا لأرواحهم من الموت اختناقا سواء بالزحام أو بالغاز المسيل للدموع ومحاولة البحث عن مكان لاستنشاق الهواء لأن الغاز يخنق ويسقط الدموع من العيون ويجعل الموجود وسط الغاز والدخان لا يري أمامه مترا واحدا.
نترك الأمر للنيابة والقضاء لكشف المخطيء ولا أستبعد أن يكون وراء العملية جماعات ارهابية لا تريد لمصر خيراً.
يا رب أغدق بصبرك علي أسر الضحايا الشهداء وأسكنهم فسيح جناتك.. آمين يا رب العالمين.