احسن مجلس الوزراء بتجميد الدوري.. بعد ان اصبحت الملاعب للاسف مسرحا للكوارث والازمات وسقوط الضحايا بالعشرات.. اشعر بمرارة كبيرة علي مصرع 19شابا في الاحداث قبل مباراة الزمالك مع انبي..واقدم عزائي لاسر الضحايا.. وقد اختلفت الاجتهادات والاتهامات حول كيفية وقوعها والاسباب والجناة فيها.. واكدت التقارير الامنية والطبية ان سببها الزحام والتدافع علي دخول الاستاد.. من ممرات وبوابات ضيقة بسبب اجراءات التأمين.. وشخصيا ادين قرار عودة الجماهير للمباريات في هذا التوقيت.. مع البداية الفعلية لاجراءات الانتخابات البرلمانية.. وقبيل الزيارة الهامة للرئيس فلاديمير بوتين احد اهم وابرز زعماء العالم حاليا.. وفي هذه الظروف التي يحوطها قدر كبير من التوتر وعدم الاستقرار.. وتربص بعض الدول بنا.. وغرضها وسعيها لاحداث الفتن والازمات.. ولا ادري لماذا كانت هذه الهرولة.. في وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة.. والتعجل في قرار عودة الجماهير للمباريات؟!.. مع ان الاحداث حوالينا تثير الكثير من القلق وعدم الارتياح؟!.. ويبدو اننا لم ندرس.. خاصة في وزارة الشباب واتحادالكرة والاندية.. مذبحة استاد بورسعيد جيدا وجوانبها وتوابعها وما دار حولها بشكل علمي وموضوعي ومسئول.. لنضع كل الترتيبات الجادة المسئولة علي ارض الواقع!..حتي لاتتكر مثل هذه الاحداث.. وليس بالتصريحات التي نتفنن فيها! خاصة امام اغراء الفضائيات.. واصبحنا ابطال العالم فيها!.. والنتيجة الاحداث المؤلمة التي ترشح الكرة المصرية وقياداتها والمسئولين عنها لدخول ¢موسوعة جينيس¢ في البلاوي والكوارث اللعينة!
وهل قامت وزارة الشباب واتحاد الكرة والاندية والجامعات والازهر والاوقاف.. بدراسات علمية وموضوعية.. لظاهرة تنظيمات وروابط الالتراس وخلافه.. نفسيا واجتماعيا وخلافه.. والافكار والمعتقدات والقيم والمبادئ التي تتحكم فيهم وتحركهم؟!.. ووضع العلاج وتغيير الافكار والتوجهات والمعتقدات.
الحادثة تستدعي وقفة قوية ومحاسبة كل من اخطأ او تهاون أو تقاعس أو تراخ في اداء مهمته.. أو حتي اساء التقدير!.. وقبلهم طبعا كل من يثبت تورطه في أي تهمة من حيث الفتنة أو أي دور مهما كان هينا وبأي شكل مباشر أو غير مباشر مهما كان في هذه المأساة.
حضرت بطولات ومناسبات كثيرة مع المنتخب ومختلف الفرق في مختلف انحاء العالم.. وابرزها مباراة المنتخب مع انجلترا باستاد ويبلي العريق في لندن.. وللحق فحضور المباريات متعة جميلة وشيك للجماهير التي تتسم بالتنوع مابين رجال عواجيز وسيدات وفتيات واطفال وليس شباب فقط.. ليس فقط بسبب الامكانيات والاجهزة الرقابية والبوابات الاليكترونية وخلافه.. وانما ايضا للاستعداد الجيد والترتيبات الدقيقة.. وسلوك الجماهير المنظم في الدخول والخروج بانسيابية ونظام والتزام بالمقاعد.. وزمان كان حضور مبارياتنا متعة بنفس الجمال والتنظيم والشياكة.. وكانت تحضرها الفتيات والسيدات والفنانون والمفكرون وخلافه..
لكن الوضع تغير بسبب ظهور جماعات الالتراس.. كلها من الشباب صاحب الحماس.. وللاسف لقيت هذه الجماعات دعم ورعاية من قيادات الكرة في اتحاد اللعبة والاندية واللاعبين والمدربين.. واصبحت هذه الجماعات قوة فرضت نفوذها.. تدخل المباريات بشكل جماعي.. يتسبب في زحام علي البوابات والممرات والمدرجات.. وتسبب في ابعاد الاسر والفتيات والسيدات وكبار السن عن المباريات.. تفاديا للمشاكل والارهاق في الدخول الصعب وقبل المباراة بساعات.. والخروج الاصعب.. وشخصيا ومثلي غالبيه النقاد امتنعوا عن المباريات التي اصبحت عملية صعبة ومحفوفة بالمخاطر!
ملعونة كرة القدم.. اذا اصبحت كرة من نار تهدد بحرق البلد وسقوط المزيد من الضحايا.