المساء
محمد جبريل
ع البحري .. أوباما ومشكلة الاحتباس الحراري
أرجو أن تكون زيارة الرئيس الأمريكي أوباما لمنطقة القطب تعبيراً حقيقياً عن الإحساس بالمسئولية وليس مجرد شو استعراضي تمليه مسئولية قيادته لأكبر دولة في العالم.
مسئولية أوباما تشمل أبعاداً متعددة. في مقدمتها تسبب بلاده فيما يشكو منه وهو الاحتباس الحراري الذي أدي إلي ذوبان الجليد في المناطق القطبية.
المشكلة نشأت من تنافس الدول الصناعية الكبري ـ الولايات المتحدة والصين مثلاً ـ في مجالات التصنيع دون تنبه لخطورة ما سمي ثقب الأوزون. أو الاحتباس الحراري الذي يدفع له العالم الآن ثمناً قاسياً. متمثلاً في التغيرات المناخية التي لم يسلم من تأثيراتها موضع في الكرة الأرضية. وفي المستقبل ستختفي مناطق شاسعة. يهجرها أهلها بسبب طغيان البحر عليها. وهي توقعات شملت الإسكندرية ومحافظات الدلتا. وبلداناً أخري. يهددها التقدم العلمي والصناعي في غد هو الأخطر ـ والقول لأوباما ـ في تاريخ البشرية.
يستطيع الرئيس الأمريكي ـ بحكم مسئولياته السياسية والأخلاقية ـ أن يوقف الخطر. ويمنع اتساعه بالتالي. إن حظر استخدام ما قد يحقق الرفاهية الاستهلاكية في بلاده. علي حساب أمن الأرض التي نعيش فوقها.
ما أرجوه من الرئيس الأمريكي موقفاً ملتزماً ومسئولاً. وليس مجرد موقف استعراضي. أملته اعتبارات السياسة.
في روايتي "غواية الإسكندر" انشغل الأستاذ الجامعي بالمصير المؤلم الذي يهدد مدينته ـ ومدينتي ـ الشاطئية الجميلة. يتخيل أن الإسكندر حرص أن يضع في مقبرته طلسماً يمنع الإسكندرية من الغرق!
الطلسم ليس وهماً. ولا هو أمنية مستحيلة. العلم الذي أتاح للدمار أن يلامس مستقبل العالم. هو العلم نفسه الذي يستطيع أن ينقذ العالم من الدمار.
تكرر تحذير العلماء بأن التلوث الحالي لبيئة العالم. سيجعل الأرض عاجزة عن إنتاج ما يكفي من غذاء البشرية. ولاشك أن الدول الصناعية هي أشد الدول تسبباً في التلوث. بحيث يجب أن تعين العالم الثالث في الحد من آثار التلوث البيئي في أراضيه. بل إن 99 عالماً من الحاصلين علي جائزة نوبل يرون أن الخطر ليس بعيداً. لكنه أقرب مما يظن. فلن تمضي بضعة عقود حتي تصبح المجاعة ظاهرة عالمية. لأن الأرض لن تستطيع إطعام بنيها!
للتقدم آثاره السلبية المؤكدة. المثل الأوضح أن مشروعات حماية البيئة ليست إلا انعكاساً مباشراً للتقدم الذي تحقق بالعلم والتكنولوجيا.
التقدم الصناعي والتكنولوجي أوجد الكثير من الأخطار البيئية. لو أن الإنسان لم يحدها. ربما كانت سبباً مباشراً في انتهاء الحضارة الإنسانية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف