هالة فهمى
غداً أفضل .. كم بك يا مصر...
نعيش مرحلة صعبة وزمانا لم يعد يحتمله الكثيرون منا.. فيه تقلب الحقائق ويتصدر المشهد الزيف.. وداخل مسام هذا الزيف نجد الحقيقة تطل برأس خائفة.. فقد باتت غريبة شاذة.. الزمن الذي يعلم اللص أنه لص والكاذب أنه كاذب والفاشل أنه فاشل.. ولكنهم يرون في أنفسهم الشرف والصدق والنجاح.. فيهجر الشرفاء والصادقون والناجحين أماكنهم وربما ينزوون تحت جلودهم لتمر الأزمة لكنها لا تمر فزمنها جد طويل!!
هذا الذي يحدث جعلنا لا ننظر للأمور العامة في حياتنا وجعلت معظمنا يفكر فيما يحقق له أي مكسب وبأي ثمن حتي ولو علي حساب الكرامة التي أصبحت مسمي غريباً علي البعض.. ولكي نصلح هذا لابد من إصلاح أساسيات في حياتنا أشياء لن تستطيع بدونها تربية وعي المصري لكي يعود مصرياً يحتفي بذاته فيحتفي الكون به.. منها التعليم ولكن كيف يتم ذلك وقد حرم المعلم حقوقه فمد يده في جيب أولياء الأمور وتحولت المسألة لابتزاز الأقوي للأضعف. ولم يعد المعلم قدوة ولا رسولاً.. ثم العدل.. فكيف يتحقق وهم في واد ونحن في آخر.. الصراخ باحترام هيبة القضاء شيء وفرض تلك الهيبة بالعدل شيء آخر.
التأخر في الأحكام بالسنوات ومميزاتهم التي تثير حنق بعض الطوائف كأن يحصل القاضي مثلاً علي بدل عدوي ثلاثة آلاف جنيه عدوي للقضاة بينما الطبيب المعرض لها كل لحظة يتقاضي خمسة عشر جنيهاً.. فأي عدل في هذا وأي ظلم سيشعر به الطبيب أنه مسلوب الحق أسوة بمن لا يتعرض مثله العدوي إلا أن تكون تلك العدوي مزيلة بالعدوي الأخلاقية.. فالقاضي لا يتعرض لجسد المجرم بل لسلوكه!!
ويقودنا هذا للعنصر الثالث في محاولة إنصاف وإنقاذ المواطن المصري.
الصحة.. كيف تكون والمستشفيات خاوية علي عروشها فلا دواء ولا أدوات ولا مقومات فأصبح ابتزاز المريض هدف غالبية من يعمل في تلك المستشفيات الخاصة والعامة فيكون أمام المريض أحد أمرين.. العيش معلولاً مفروساً أو الموت!!
لذا نوجه الخطاب لرئيس وزراء الحكومة الرشيدة: يا سيدي مراحل بناء مصر من القاعدة لقمة الهرم تحتاج للتطهير الحقيقي وليس ما يحدث مصادفة أو لخلاف بين اللصوص.. فالفساد والبناء لا يستقيمان البناء الرملي سهل هدمه كقصور الرمال علي الشواطيء شكلها جميل وعمرها قصير ونحن نبني مصر هذا الوطن الجريح بيد أبنائه ممن لا يعرفون قدره بما يجعلهم يسعون للتغيير الحقيقي والغالبية تنتظر التغيير الفوقي أو الغيبي.. وقد أنهي الله هذا الأمر بحكمه الواضح الصريح: "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم".. فهل نحن قادرون أم أننا ننتظر عصا وجزرة أي سلطان أو فرعون أو رئيس.. ونظل نردد دائماً متحسرين: كم بك يا مصر من مضحكات لكنه ضحك كالبكاء.