عندما يتهم وزير بالفساد فليس معني ذلك أن كل الوزراء فاسدون. لقد أحزنني خبر القبض علي الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة والذي اتهم بتلقي رشاوي وهو الأمر الذي سوف تتضح حقيقته من خلال جهات التحقيق.
لكن ما أحزنني أكثر هو حمي الشائعات التي انطلقت ترصد أسماء العديد من المسئولين والإعلاميين المتورطين في القضية.
وللأسف الشديد لم تعلن الجهات المسئولة أسماء المتورطين الحقيقيين، ظهرت في العديد من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عشرات الأسماء منها وزراء وزملاء صحفيون وتاهت الحقيقة تماما.
تري ما هو شعور هؤلاء الذين لم يتم القبض عليهم ولكن فوجئوا بأنهم متهمون في القضية دون سند من حقيقة؟! ما هو شعور أولادهم وأسرهم بل حتي العاملين في وزراتهم أو تحت مسئولياتهم؟!
لقد تعاملنا مع القضية أسوأ أنواع التعامل الإعلامي التي تؤكد بالفعل أن الإعلام يعيش أزمة مصداقية ويعمل بلا حسيب أو رقيب.
كنت أتمني ان تسارع جهات التحقيق بإعلان أسماء المتورطين أو المتهمين وحتي لا تحدث تلك البلبلة التي لا أساس لها من الصحة إلي درجة أن بعض الوزراء الذين ذكرت أسماؤهم عقدوا مؤتمرات ينفون فيها اتهامهم.. بالطبع من حق جهات التحقيق وخاصة الرقابة الإدارية أن نشيد بالجهد الرائع الذي يقومون به والذي يؤكد انه لا حماية للفاسدين أيا كانت مواقعهم.
لكن كما قلت كنت أتمني قبل اتخاذ قرار عدم أو حظر النشر أن تعلن الأسماء الحقيقية للمتهمين وان يتم التعامل مع الحادث البشع علي أساس قاعدة ان المتهم بريء حتي تثبت إدانته.
مرة أخري من حق الحكومة ان تفخر بأنها مع الجهات الرقابية هي التي كشفت الجريمة ولكن كنت أتمني ألا نظلم بعض الأسماء قد يكونون أبرياء ولا علاقة لهم بالحادث.
أما الفاسدون فإن القانون يقف لهم بالمرصاد وسوف تتكشف الحقيقة كاملة لتكون عبرة وعظة لمن يعتبر.