عبد الرحمن فهمى
جائزة جول ريميه .. واسطورة الرقم "13" 1930
آل كابوني.. صفر علي الشمال!
والغريب أن سارق الكأس لم يكن لصا محترفا أو هاويا.. فقد كان.. غاوي شهرة! وقد أصبح فعلا نجما من نجوم كأس العالم.. ومن المؤسف أنه توفي وهو يدفع ثمن محاولته تلك واعترف شقيقه بعد وفاته بأن أخاه كانت تعتريه نوبات من الاختلال العقلي وأنه سرق الكأس في إحدي تلك النوبات وعندما عاد إلي حالته الطبيعية وقع في حيرة شديدة. كيف يتصرف في ذلك "الشيء" العالمي الشهرة؟! وكاد أن يعيده فعلا إلي اتحاد الكرة الإنجليزي لولا أن "بيكلز" اكتشفه في اليوم الذي كان سيعيده فيه فعلا.. وسبقه إلي الحفرة التاريخية وكأنه يقول: "من حفر حفرة وقع فيها"!!
ولم يهتد البوليس إليه إلا بفضل "عجوز من عجائز الفرح" امرأة عجوز ثرثارة من هواة طوابع البريد.. كانت تتردد يوميا علي معرض الطوابع ولاحظت إعجاب السارق بالكأس ووقوفه طويلا أمام الواجهة الزجاجية التي كانت الكأس تتيه من ورائها وتطل علي زوار المعرض في شموخ وكبرياء.
وأفضت العجوز إلي العجوز بشكوكها.. وأدلت بأوصاف الرجل المشتبه فيه.. وحضر ثلاثة رسامين أخذوا يرسمون طبقا لما تدلي به العجوز من أوصاف حتي رسموا صورة الرجل دون أن يروه!!
وطب الحرامي!
وخلف القضبان عاش ومات.. شهيد الكأس!! وعندما انتقلت الكأس في حقيبة مندونبين من رجال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم من لندن إلي "مكسيكو سيتي" عاصمة المكسيك في أوائل عام 1970 فوجيء المندوبان بحفل استقبال في المطار يليق بالملوك والروساء أما الحراسة المشددة التي فرضت حول السيارة المدرعة التي حملت الكأس من المطار إلي خزانة البنك الفولاذية فكانت تزري بالحراسة التي كانت تفرض علي آل كابوني وديلنجر أعتي المجرمين الأمريكان سواء التي كان يفرضها البوليس من السجن إلي المحكمة أو العكس أو التي كان يفرضها الحراس الخصوصيون علي "شيخي المنصر"!
سخرية القدر
ومن أغرب مفارقات بطولة كأس العالم لكرة القدم أن هنري ديلوني عندما عرض فكرة جول ريميه ودافع عنها في مؤتمر 1926 قائلا: "إن كرة القدم لعبة لا يمكن استمرار قصرها علي الدورات الأوليمبية فقط.. لأن الدول العديدة التي تمارس الاحتراف لا يمكنها إشراك أحسن لاعبيها في البطولات الأوليمبية" بدأت بعض الدول في الاقتناع بالفكرة.
ومرت الأيام وتمت الموافقة علي الفكرة بعد عامين في مؤتمر 1928 والغريب أن الكتلة الاسكندنافية كانت علي رأس الفتنة وتزعمت السويد بالذات حركة المعارضة الوحيدة الفاشلة.
ومرت الأيام و.. نظمت السويد بطولة كأس العالم 1958 علي ملاعبها!!
ومن الدول التي أحجمت عن الاشتراك في أولي بطولات كأس العالم 1930 بحجة بعد المسافة عن أورجواي وعجزها عن دفع مرتبات اللاعبين طيلة شهري السفر وفترة البطولة كل من اسبانيا والنمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وسويسرا.. ومرت الأيام.. ونظمت إيطاليا بطولة 1934 وسويسرا بطولة 1954"!!" التي فازت بها ألمانيا المحجمة!.
وتلقت الدول المحجمة لطمة ملكية.
فقد صمم كارول ملك رومانيا علي اشتراك بلاده في أولي بطولات كأس العالم 1930 ولم يشترك فحسب في اختيار نجوم لاعبي رومانيا بل تدخل للحصول علي إجازة بمرتب للاعبين المختارين العاملين في الحكومة أو في الشركات الخاصة!!
وكأنما كان كارول يخرج لسانه لجيرانه القريبين والبعيدين الآعتي من بلده سلطانا.. والأكثر نفوذا.. والأوسع ثراء والأقوي كرويا!