الجمهورية
يسرى السيد
لحظة تمرد .. يا أستاذ هويدي حرام عليك كفي لياً للحقائق!!
تعودت منذ فترة عدم الاكتراث بما يكتبه الاستاذ فهمي هويدي في بعض الجرائد رغم احترامي لكتاباته لسنوات طويلة مع اختلافي الفكري معها.. سبب احترامي كان مرجعه في الماضي وجوده في خندق المعارضة من جهة ومن جهة ثانية اعتماده علي المنطق والحجة حتي ولو كانت ضعيفة عند مناقشة القضايا المتعلقة بالتيارات الاسلامية. وكنت اعتبر كتابته في النهاية تشحذ الهمم للتفكير حتي ولو كانت في الاتجاه المضاد لوجهة نظره او البحث فيما يثيره من اشكاليات..
لكن توقفي عن متابعته جاء بعد 30 يونيو بعد ملاحظتي ان كتاباتهپ من وجهة نظري طبعا وقد اكون مخطئا "!!" عبارة عن محاولات مستمرة في لي الحقائق أو اقتطاع اشياء من سياقها للترويج لما يؤمن به. وقد يكون هذا مقبولاپ عند العوام. لكن ان يحدث من كاتب كبير كنت اضعه في خانة المفكرين فهذه كارثة ومصيبة عندي لانه يستغل ثقة القراء فيه بعدم المراجعة خلفه فيما يستند عليه پمن ارقام أو وقائع للوصول إلي وجهة نظره. وعندما اكتشفت ذلك منذ فترة و فندت أكثر من واقعة واكتشفت عدم صدقها قررت ان اتركه لحال سبيله دون متابعة!!
لكن هذه المرة كان التضليل فيه اشد . استفزني لدرجة كبيرة.. تعالوا نراجع ما كتبه الاستاذ هويدي في جريدة الشروق الاربعاء 2سبتمبر 2015 تحت عنوان إذ يصبح الإرهاب طوق نجاة.. يقول الاستاذ هويدي:
الفاشلون والفاسدون أدركوا أن أفضل وسيلة لإطالة أعمارهم في السلطة هي رفع راية الحرب ضد الإرهاب.. فهموا اللعبة واكتشفوا من خبرات الآخرين أن ذلك يحقق لهم اكتساب الشعبية من ناحية والقبول في الساحة الدولية من ناحية ثانية.. هذا المنطوق يقول هويدي.. ليس لي. لكنه خلاصة انتهي إليها خبير الشئون البلقانية الدكتور محمد الأرناؤوط الأكاديمي ذو الأصول الكوسوفية.. إذ نشرت له جريدة "الحياة" اللندنية في 30/8 تقريرا بهذا المعني كان عنوانه "الحرب علي الإرهاب في البلقان رافعة جديدة لتعويم الحكومات الفاشلة"
* في البداية لم يوضح لنا الاستاذ هويدي الخلفية الفكرية والسياسية والدينية التي يرتكز عليها الدكتور محمد الأرناؤوط حتي نحكم علي كلامه اذا كان علميا محايدا ام مصبوغا وملونا بتوجهه السياسي والديني!
نعم وصفه هويدي بالاكاديمي حتي يضفي عليه الصفة البحثية والعلمية. وحقيقة الامر انه اخفي عنا انه ينتمي لمعسكر الاستاذ هويدي الفكري. يعني من اصحاب الاتجاه الديني في الكتابة. اسف اقصد من اصحاب الكتابة تحت رداء الدين. اسف تحت اسم الاسلام. اسف تحت رداء اسلامهم هم. ودينهم هم. وليس ما نعرفه عن الاسلام والدين. وبالتالي شهادة الاستاذ الارناؤوط مجروحة واعتمد عليها هويدي للتضليل وليس للتدليل!!
طبعا يرمي الاستاذ بسمه في العسل للايحاء بان كل المعارك ضد الارهابپ يخوضها الفاشلون والفاسدون. أي ان الارهاب بريء ولا يستحق المواجهة من الجماهير لان كل المعارك ضد الارهابپ يخوضها الفاشلون والفاسدون. يعني اي مواجهة معه تعني اننا نقف مع الفاشلين والفاسدين في نفس الخندق!
وقد يكون بعض ما يقوله الارناؤوط ويستند عليه الاستاذ هويدي پعن بعض الانظمة صحيحا لكنهما يتغافلان پويغمضان عينهما عن الحقيقة التي لا تقبل الجدل عن وجود الارهاب في حد ذاته. والا بماذا يفسران ما يحدث في المنطقة العربية بل وخارجها . ليس الان فحسب ولكن منذ سنوات؟
المهم تعالوا نري كيف يلوي الاستاذ الحقائق لخدمة افكاره.. يقول الاستاذ هويدي نقلا عن الارناؤؤط ان وزير الداخلية الألماني قد لفت الانتباه إلي ان 40% من طالبي اللجوء إلي ألمانيا يأتون من دول غرب البلقان "مقدونيا وكوسوفو وألبانيا...إلخ. وليس من دول الصراعات المسلحة مثل سوريا وأفغانستان والعراق
يعني هويدي والارناؤوط عايزين الترويج لمفهوم غير حقيقي وهو ان منابع الارهاب عندنا لا تلفظ لاجئين؟
ولن ارد عما حدث مؤخرا في اللجوء لاوروبا من آلاف السوريين ولن اقول هناك أكثر من مليون سوري في مصر ولن اتحدث عن معسكرات الايواء علي الحدود السورية والاردنية والعراقية والتركية لكن اقول قد يكون معكم بعض الحق لان الارهابيين يستكثرون علي اهالي هذه البلاد الفرار بجلودهم مثلما يسمح الفاشلون والفاسدون في دول البلقان كما يقول الارناؤوط!! اقصد يسحلوننا ويقتلوننا ويحرقونناپ ويصلبوننا.. ويستكثرون علينا الحياة حتي ولو في صورة لاجئين مثلما يفعل الفاشلون والفاسدون في دول البلقان. لانهم عندنا اعداء للحياة من جهة. ولان الاتفاق مع الشيطان الاكبر هو پتسليم الاراضي العربية خالية من الاحياء حتي ولو كانوا لاجئين لاقامة اسرائيل الكبري من جهة ثانية !...المهم تعالوا نسأل الاستاذ هويدي عدة اسئلة ارجو ان يجيبنا عليها:
1- الا يؤمن معنا ان داعش صناعة امريكية بل والارهاب كله صناعة غربية من جيل جديد من الحروب بالوكالة صنعها الغرب بديلا عن المواجهات العسكرية التقليدية لقواته انطلاقا من القاعدة الشهيرة دع الجسد يتآكل بتصارع اعضاؤه حتي نحتله في النهاية دون نقطة دم من جنودنا؟
2- اذا كان الارهاب لا يواجهه الا الفاسدون والفاشلون لماذا احتمت جماعة الاخوان الارهابية بشكل علني بالشيطان الاكبر الذي صنع الارهاب وجعله فزاعة وسرطاناً ينهش في الجسد العربي؟
3- واذا كان الفاشلون والفاسدون في كوسوفو وغيرها پمن البلاد العربية كما يلمح الاستاذ. فكيف يفسر وقوف فرنسا وايطاليا واسبانيا علي سبيل المثال في هذا الخندق. فهل يعدهم الاستاذ پمن الدول والانظمة الفاشلة والفاسدة؟!
ومع ذلك دعني اسير مع الاستاذ في نهجه. اذا كان رئيس كوسوفو هو الفاشل والفاسد من وجهة نظر الارناؤوط وهويدي و يدعم مواجهة الارهابپخارج بلاده لانقاذ نظامه الداخلي من التهاوي . فهل مايحدث في سيناء وداخل البلاد من احداث متفرقة وحولنا في ليبيا وسوريا والعراق.. الخ حوادث مفتعلة جميعا ولا تستحق منا المواجهة!
انا مثلا كنت من المدافعين عن الثورة السورية في البداية. وضد نظام بشار الاسد الديكتاتوري. لكن عندما شعرت ان الامر يتعلق بالوجود والكيان السوري كله اقف الآن داعما لسوريا وحاكمها ضد جماعات التخريب ووكلاء اسرائيل في تخريب سوريا وتحويلها الي انقاض . اسف احيانا اقول والله لو كانت اسرائيل احتلت سوريا ما فعلتپ به مافعله المتاجرون باسم الدين عندنا.
والاهم من ذلك عندما يتهدد كيان الوطن كله يا استاذ هويدي لا نقف لنقول هذا نظام فاشل وفاسد ولا يستحق الدعم حتي يحترق الوطن كله ووقتها لن نجد جميعا سوي الاطلال والغربان.
أستاذ هويدي كفاك تلميحا وتصريحا. عايز تقول انظمتنا فاشلة وفاسدة ماشي . احنا بنحب الانظمة الفاسدة والفاشلة علي الاقل لاننا نتنفس ونعيش ولو بـ 50% لكنپ معكم ومع ارهابكم تحولت الحياة الي قبر كبير وآخرة وجهنم قبل الأوان !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف