< تروح وتجيء السيارات طول اليوم في الاتجاه المعاكس لتتفادي دورانا شرعيا للخلف يبعد عشرة كيلومترات <
نمر بمشروع جديد فيعجبنا، بعد فترة نمر به من جديد فنضرب كف بكف قائلين» يا خسارة» ذلك لأن معظم المشاريع التي تقام في مصر ينقصها الإعتماد علي « إخصائي مصريين»، وهو شخص يفهم المصريين جيدا ويعرف كيف سيتعاملون مع المشروع وإلي أين سيأخذونه بالفهلوة والصياعة واسرقها وماحدش واخد باله وهي يعني جت علينا إحنا؟
هو شخص يحتاج إليه كل مشروع لأنه يستطيع بحكم خبرته أن يسد كل الثغرات التي سيقصر منها المصريون عمر المشروع، يفهم نفسية أن ترجع بظهر سيارتك فوق كوبري أكتوبر إذا فاتك نزلة غمرة، مدرك لصياعة علاج أي شيء ب» التخشينة» من الشيشة إلي الآي فون، يفهم قدرة رجل علي إفساد تجربة المترو كلها في 3 حركات الوقوف في منتصف عربة السيدات بالمترو بعد أن ألصق نفسه في ظهر رجل يحمل تذكرة فمر علي حسه من الماكينة دون أن يشتري واحدة كتابة وجهة نظره في الحياة علي جدران العربة أو المحطة، يفهم القدرة علي إفساد الشارع بسرقة أمتار لصالح الكشك أو لحجز مكان لسيارته أو لعمل حديقة لشقته الموجودة في طابق أرضي في عمارة تابعة للمحافظة، يفهم لعبة بناء مسجد كخطوة أولي لاستدراج أرض زراعية لتحويلها لأرض مبان رسميا ببناء مسجد، يتفهم رغبة في التخريب المجاني يمكن ملاحظتها في مقاعد الأتوبيسات أو حمامات المولات أو صناديق خراطيم الحريق.
عندك مثلا طريق الإسكندرية الصحراوي الجديد،مشروع فلسفته عالمية فيما يتعلق بتقسيم الطريق لحارات والدوران للخلف، شاهد كيف تروح وتجيء السيارات طول اليوم في الاتجاه المعاكس لتتفادي دورانا شرعيا للخلف يبعد عشرة كيلومترات، شاهد كيف حولت الفهلوة القاتلة المشروع إلي مصدر للخطر، في حين أن اختراعات صغيرة تثبت في الأرض تمزق كاوتش سيارة في اتجاه معاكس أو بوابات حديدية بارتفاع معين يجبر سيارات النقل علي عدم مغادرة الحارة المخصصة لها، أفكار من هذا النوع تطيل عمر نجاح المشروع.
نحتاج إلي متخصص يضيف لكل مشروع ما يجعل اي شخص فينا - وانا أولكم- يفكر ألف مرة قبل أن يكسر أيا من قواعده، ليس خوفا من غرامة مثلا.
فرض الغرامة أمر نصف ناجح لان بعض من ينفذ العقوبة أما فاسد أو متعسف، لكن (التجريس) يردع المصريين أكثر، يكفي مثلا أن تضغط علي زرار لا يحق لك الضغط عليه فتلتصق يدك به ويخرج صوت اليكتروني يردد بصوت عالي جملة واحدة « أنت راجل مهزأ.. أنت راجل مهزأ »