سهيلة نظمى
نعمة اللجوء السورى على ألمانيا
هل أوروبا مرتعدة من اللاجئين السوريين بسبب الخوف على اقتصادها إن هى قبلت أعدادا كبيرة منهم كما تتذرع بعض الدول، أم أنها خائفة على توازنها المسيحى من حشود الشبان الملتحين فى العشرينيات من العمر الذين هتفوا «الله أكبر» فى أنحاء أوروبا وكأن غزوا إسلاميا سيهدد رخاء وأمن وثقافة وهوية أوروبا كما وصف الهولندى اليمينى فيلدرز، أم أن أزمة اللاجئين التى تواجهها أوروبا هى مشكلة ألمانيا التى يسعى كل المهاجرين للوصول إليها، أم أن أوروبا أغرقت بالمهاجرين كما ترى المجر التى اتخذت إجراءات فعلية وأعلنت حالة أزمة لمواجهة اللاجئين السوريين، وأقامت سياجا من الأسلاك الشائكة بطول حدودها مع صربيا البالغة 175 كم.
كما أعلنت بدء بناء سور إضافى بارتفاع أربعة أمتار ويتوقع الانتهاء منه فى مطلع نوفمبر المقبل، وتبحث مقدونيا السير على هدى المجر فى إقامة السياج الحدودى ،أم أن أوروبا ترعى مصالحها و ترى اللجوء السورى نعمة كما فى ألمانيا التى سينقص عدد سكانها ممن هم فى سن العمل ستة ملايين نسمة بحلول 2030، لأن عدد وفياتها يفوق مواليدها مما يهدد النمو الاقتصادى لديها فيجعلها تفكر جديا فى استقبال 800 ألف وافد سيتم تدريبهم بسرعة ودفعهم لسوق العمل، خاصة فى حرف تعانى النقص دون إثارة غضب الشعب ليحلوا واحدة من كبرى مشكلاتهم المتعلقة بنقص العمالة المدربة. إذن أوروبا ليست مرتعدة ولكنها أقرب لرعاية مصالحها كل حسب هواه بدليل تصويت 432 نائبا فى البرلمان الأوروبى بأغلبية غير ملزمة، مقابل 142 رافضا وامتناع 57 عن التصويت على قرار باستقبال 160 ألف لاجئ سيتم نقلهم من اليونان وإيطاليا والمجر. سيكتب التاريخ أن المجر قدمت الطعام للمهاجرين طالبى اللجوء فى المخيم الذى أقامته على الحدود مع صربيا بشكل غير إنسانى، وبدا المشهد كأنها تلقى الطعام لحيوانات فى قفص ،بينما سيصنع هؤلاء المهاجرون سيارات مرسيدس وفولكس فاجن الألمانية مستقبلا، إنها أيام يداولها الله بين الناس.