الأهرام
هانى عسل
روسيا .. وسوريا أو لا سوريا
ما يفعله الروس فى سوريا الآن هو «عين العقل» و«الفرصة الأخيرة» للاختيار ما بين سوريا موحدة مستقرة فى وجود الأسد، أو لا سوريا نهائيا، فقط دولة داعش!

أسلوب «وسع يا جدع» الذى بدأ ينتهجه بوتين حيال الأزمة السورية لا يهدف فقط إلى توطيد أركان الأسد فى مواجهة عملاء الخارج، وإنما أيضا إلى منع تقسيم سوريا، وإلى إنهاء «العك»الأمريكى التركى الذى لم تكن له أى نتيجة على الأرض سوى صعود داعش، وتحوله إلى إسرائيل جديدة فى المنطقة، بنفس ظروف النشوء والارتقاء .. يعنى لا ربيع ولا ديمقراطية!

روسيا ستخلق أمرا واقعا جديدا فى سوريا كما فعلت من قبل فى حالة أوكرانيا، مع اختلافات بسيطة هذه المرة، فروسيا أعلنت حجم وجودها العسكرى ودورها فى سوريا علنا، وهى موجودة بعلم وموافقة أصحاب الأرض، بينما الآخرون وجدوا أنفسهم الآن فى صف واحد مع الإرهابيين والعملاء.

وما تفعله روسيا الآن سيكشف أيضا كثيرا من الحقائق حول ما يجرى على الأرض السورية، بداية بفضح من وقف وراء عصابات داعش ومن مولها ودعمها بالسلاح والعتاد وعربات الدفع الرباعى الحديثة ومنصات التواصل على الإنترنت، ومرورا بمن سهل لها تمرير آلاف المقاتلين من شتى بقاع الأرض، ونهاية بغارات «الدلع» و«الطبطبة» ضد مواقع دولة الخلافة المزعومة!

ستفضح روسيا الجميع، وسيصبح المتآمرون بلا غطاء، ويكفى أن العالم كله انتابته الدهشة عندما أعلنت أمريكا رصدها الوجود العسكرى الروسى المحدود فى سوريا، خبراء هنا، ودبابة وفرقاطة هناك، وهى التى فشلت بما تملكه من أجهزة استطلاع متطورة وعملاء على الأرض فى رصد تحركات وانتقالات مقاتلى داعش من مدينة إلى أخري، إلى أن أصبحت لهم دولة وعاصمة وقواعد عسكرية وقنوات تليفزيونية .. يا سبحان الله!!

.. وآخر نكتة : أوباما يصف استراتيجية موسكو فى روسيا بـ«الفاشلة»!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف