لا أحد ينكر أبدا الجهد الذي بذله المهندس إبراهيم محلب وحكومته، فقد تولت البلاد فى وقت عصيب جدا، وقد نجحت فى العبور بها من مرحلة السيولة إلى حالة استقرار، قد نختلف حول أداء بعض الوزراء، وحول تصريحات بعضهم، وحول ما أنتجه بعضهم، لكن يجب أن نسجل لإبراهيم محلب وحكومته، رغم فساد البعض، وإهمال البعض الآخر، أنه قد نجحوا فى انتشال اقتصاد البلاد من انهيار وشيك، صحيح أن الجهد المبذول فى الحكومة كان أكبر بكثير من الإنتاج، لكن علينا ان نحسب لمحلب أنه سن سنة لمن سيأتى بعده لن يفلت منها أو يتخلى عنها أبدا، وهى سنة النزول إلى الشارع والتلاحم مع المواطنين وتفقد المشروعات والتفتيش على المستشفيات والمصانع ومواقع العمل، محلب حول العمل الوزاري بعد 60 سنة من عمل مكتبى مكيف ومريح وسلطوى، إلى عمل شعبى شاق.
ويجب أن نسجل للمهندس محلب وحكومته رغم ظروف البلاد، ورغم قلة السيولة، ورغم ارتفاع الدين المالى، ورغم حالة الفوضى التى كانت تشهدها البلاد بسبب الإرهاب وأعمال العنف، انتهت الحكومة من حفر المجرى الملاحى الجديد، وقام لأول مرة بترشيد دعم السولار، ودعم الكهرباء، ودعم الغاز، وهذه ملفات فشلت مئات الحكومات فى المساس بها، وكان فشلهم بسبب خوفهم وعدم تحليهم بالشجاعة.
ويسجل لمحلب وحكومته تنظيم توزيع الخبز، وتنظيم توزيع بعض السلع على بطاقة التموين، ويسجل لمحلب وحكومته صرف معاش للأسر الفقيرة، ورفع نسبة معاش الضمان، وتحديد الحد الأدنى لأجور العاملين فى الحكومة، وتحديد حد أقصى، كما يسجل لمحلب ووزارته فتح العديد من الملفات الخطيرة، الضرائب، التأمين الصحى، التعليم، ومشروع الإسكان الاجتماعي، ويسجل لمحلب كذلك وحكومته قيامه بتعديل العديد من القوانين.
صحيح ان حكومة محلب تضمنت بعض الوزراء لم يكونوا على مستوى المسئولية، وصحيح ان الشبهات تحول حول البعض، وصحيح أن البعض حظى بكراهية شديدة من المواطنين، لكن فى النهاية فقد محلب وحكومته فى وضع البلاد على درجة ستسهل كثيرا لمن يأتى من بعده فى الانتاج، وأغلب الظن أن الجهد الذى بذله محلب ومن عملوا معه سوف نلمح نتائجه الحقيقية خلال الفترة القادمة.
على أية حال المهندس محلب وحكومته رغم الظروف التى كانت تمر بها البلاد، قد أدت ما تراه مناسبا ومتاحا، ولا يسعنا سوى أن نتقدم بالشكر لهذا الرجل الوطنى وإلى حكومته على ما قدموه لمصر وللشعب المصرى.