الوفد
محمد عبد العليم داوود
«برلمان ..تحت سيطرة المال والسلطة»
لن يكون هناك برلمان معبر عن الامة الا اذا قامت السلطة التنفيذية بدورها المحدد لها في الدستور .. لن يكون هناك برلمان معبر عن الامة الا اذا تخلت انظمة الحكم في مصر عن تصدير مشاكل وقضايا وطلبات المواطنين للنواب رغم ان هذا الدور هو دور اصيل للسلطة التنفيذية .. سيفتقد البرلمان القادم دوره كما افتقدته البرلمانات السابقة عندما حولت الانظمة نواب البرلمان الي مجرد سعاة بريد للمرور علي الوزرات والمصالح دون جدوي ودون حلول لمطالب المواطنين .. انه من العار لأي حكومة ان تتخلي عن مشاكل ومطالب الناس وتصدرها للنواب ومن هنا تجرد النائب من وظيفته الرئيسية للتشريع والرقابة فاصبحت التشريعات ضد ارادة الشعب وافتقدت الرقابة دورها فعم الفساد في انحاء البلاد والمرافق .. لقد اختل الميزان بهذا المخطط الرهيب وهو اجبار النائب عن التخلي عن دوره البرلماني فتحول النواب الي مجرد مندوبين لدي الوزارات .. وتم نجاح المخطط عندما وضعوا نواب البرلمان في وجه مدفع طلبات واحتياجات وقضايا المواطنين بعدما تخلت الحكومات عن دورها المحدد في الدستور .. واصبح النائب لا يجد وقتا لاي مراجعة دستورية او قانونية او برلمانية يستعين بها في تشريع القوانين ... كما حرم من توفير ادوات الرقابة وتقاريرها ومعلوماتها للاستعانة بها في اداء دوره الرقابي .. الخطر الثاني .. قيام احزاب المال الاسود التي نشأت في السنوات الاخيرة بعد 25 يناير و30 يونية بعمل مزاد لبيع وشراء مرشحي البرلمان حتي يكون غطاء سياسيا وقوة ضغط ونفوذ لاصحاب المال الاسود من مؤسسي هذه الاحزاب او المكلفين بالصرف عليها وبذلك يتجرد البرلمان القادم من ولاء هؤلاء لارادة الامة الي الولاء لمن اشتروا ودفعوا الثمن فرغم المبالغ الطائلة التي تم دفعها في الشراء فهناك خطة لاستمرار الدفع شهريا لضمان الولاء واستمرار الغطاء السياسي بعدما نجح لصوص المال الاسود في السيطرة علي وسائل الاعلام من صحف وفضائيات ومواقع اخبارية .. بما يعني في النهاية برلماناً لحماية فساد هؤلاء وما اغتصبوه من الشعب كما تفعل فضائياتهم وووسائل اعلامهم الان .. الخطر الثالث .. هو اعادة تركيب وتجميع كراكيب الحزب الوطني بعد فكه وترحيله بامر الشعب وحله بحكم القضاء لعودة الصورة بكاملها الي ما قبل 25 يناير .. فرغم ما يقال عن قضايا فساد الا ان كل اموال اركان الحزب الوطني وكهنته وعصابة تزاوج السلطة بالثروة مازالت في خزائنها لم يقترب منها اي نظام .. سواء التي في الخارج او في الداخل .. بل معظم هؤلاء تجدهم يتصدرون الصفوف الاولي في المؤتمرات والاحتفالات الهامة وما زال النظام الحالي كغيره يمد حبل الود معهم بدلا من اجبارهم علي اعادة ماسرقوه ونهبوه من المال العام سنوات وسنوات ... لقد نجح هؤلاء في الفترة الاخيرة في تعتيم الرؤية وتغييب العقل بعمليات التشويه التي نفذت بعناية فاصبحت الرموز المصرية محل تشويه وتشكيك حتي تضيع الحقائق وتغيب الرؤية .. والا فدلوني علي رموز مصرية لم يطلها تشويه او تشكيك حتي الان .. ; وكل هذا من اجل ان يعلو لصوص البلاد و يعادوا الي اماكنهم ويمارسوا اجرامهم ويؤمنوا ما سرقوه ونهبوه ... عفوا يا سادة هذه هي الحقائق المجردة والمعلنة للقاصي والداني .. للدولة وللشعب .. للمرشح وللناخب .. في ظل غياب وابعاد اي رؤية سياسية وترك الامر لمجموعة هم اخطر ادوات نظام ما قبل 25 يناير ... عفوا يا سادة ان النائب الذي ياتي من خلال سيطرة سلطة او من خلال مزاد احزاب المال الاسود ... او من خلال اعادة منظومة تركيب الحزب الوطني .. هو نائب منزوع الرأي والارادة ولن يكون ولاؤه لامة هي الاحق بتمثيل نائب خارج السيطرة .. سيطرة المال والسلطة ... رحم الله ممتاز نصار وعلوي حافظ والشيخ عاشور ومصطفي شردي وعلي سلامة وعبدالمنعم حسين وطلعت رسلان وعادل عيد وابو العز الحريري ومحمود القاضي والدكتور محمد بلال ود محمد المسماري وفكري الجزار وغيرهم ومتع كمال احمد والبدري فرغلي وطارق سباق وجلال غريب وطاهر حزين ومحمد مصطفي شردي وعلاء عبدالمنعم وسعد عبود بالصحة وطول العمر فما زالت كلماتهم واستجواباتهم مسطرة بحروف من نور بمضابط البرلمان .. وما زالت مضابط البرلمان تحمل جرائم حزب دمر البلاد والعباد لأكثر من ثلاثين عاما ...
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف