وائل لطفى
عملية استنساخ إبراهيم محلب
*رئيس الوزراء الجديد نسخة من القديم فلا تتوقعوا نتائج أفضل
*الحاسة السياسية كانت تقتضى البعد عن اختيار من تربطه علاقة بمحمد فودة حتى لو لم يتورط
حتى لو كان رئيس الوزراء مؤقتا لما بعد انتخابات النواب ..كان من الاولى اختيار رئيس وزراء صاحب رؤية المنطق يقول ان المقدمات المتشابهة تؤدى الى نتائج متشابهة والحقيقة انه لايوجد تشابه اكثر من ذلك التشابه بين رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء الجديد فكلاهما مهندس لم يمارس نشاطا فى حياته خارج اطار مهنته ورئيس الوزراء الجديد كما القديم بلا راى ولا رؤية سياسية هو ايضا مهندس ناجح ترقى فى مضمار الوظيفة وصار رئيسا لشركات ثم وزيرا فى حكومة الببلاوى ثم حكومتى محلب الاولى والثانية رئيس وزراء فنى لا يعرف شيئا خارج مجال اختصاصه وكانه والمهندس ابراهيم محلب )فولة وانقسمت نصفين (..فهل هذا ما تحتاجه مصر حاليا ؟
الجميع يؤكد ويعرف ويقول اننا فى حاجة لرئيس وزراء له رؤية اقتصادية وسياسية ايضا لكن الكام كان شيئا والفعل كان شيئا اخر وما دامت المقدمات هكذا فكيف تتوقع ان تكون النتائج ؟؟
حيثيات اختيار رئيس الوزراء الجديد تقول انه من اقدم الوزراء فى الحكومة الحالية وان منظومة الطاقة تحسنت فى عهده وان اكتشاف الغاز الاخير يصب فى صالحه بكل تاكيد .. حسنا ولكن من قال ان كل لاعب يحرز هدفا يصلح ان يكون مديرا فنيا للفريق ؟ومن قال ان النجاح فى ادارة منظومة الطاقة يعنى ان المسئول عنها يمكن ان يدير بلدا كامل يفترض انه يسابق الزمن من اجل النهوض ؟اين رؤية رئيس الوزراء الجديد فى الاقتصاد والسياسة والاستثمار والمشروعات العملاقة ؟ماهى مرجعيته السياسية؟هل هو ليبرالي ؟ام اشتراكى ؟هل يؤمن بدور اكبر للدولة ام للقطاع الخاص ؟هل لديه خطة لجذب الاستثمارات الاجنبية؟وهل لديه منهج لحل مشاكل المستثمرين المصريين ؟اسئلة بلا اجابة لان رئيس الوزراء الجديد نفسه ليس لديه اجابه عنها ولم يكن مطلوبا منه ان يكون لديه اجابة عنها حتى ساعات من الان ..كان مطلوبا منه فقط ان يكون وزير بترول ناجح وقد كان,اما رئاسة الوزارة فهى مسئلة اخرى.
ثم هناك علاقة الوزير بمحمد فودة المتهم فى قضية رشوة وزير الزراعة حيث امتلات وسائل التواصل الاجتماعى بصور رئيس الوزراء الجديد مع فودة وبمقالات كتبها فودة تقريظا ومدحا فى وزير البترول)وقتها ( وبالطبع استغله الاخوان واذنابهم كفرصة للصيد فى الماء العكر صحيح انه ليس كل وزير عرف محمد فودة او التقى معه تورط فى فساد مباشر ,ولكن كان من الاولى استشعار الحرج ,وليس من المنطقى ان يتم استبعاد عدد من الوزراء لعلاقتهم بمحمد فودة ثم ناتى برئيس وزراء على علاقة بمحمد فودة !
هناك حس سياسي غائب عن الاختيار ..الغريزة السياسية كان تحتم اختيار رئيس وزراء من خارج المنظومة تماما واقل سبب هو الا تتاثر مجريات التحقيق فى قضية المتهم الرئيسي فيها يقول ان لديه علاقة وثيقة برئيس الوزراء الجديد ..حتى لو كنا نعرف ان القضية فى ايدى جهات رقابية امينة... لكن دخان الشائعات يغطى على نيران الحقائق احيانا .
وقد يقول قائل ان اختيار رئيس الوزراء الجديد هو اختيار مؤقت حتى ما بعد الانتخابات البرلمانية الجديدة نعم ولكن من قال اننا نملك وقتا لنضيعه؟اربعة او خمسة اشهر ليست وقتا قصيرا فى عمر بلد يسابق للنهوض مرة اخرى فان المقدمات المتشابهة تؤدى لنتائج متشابهة فا تتوقعوا شيئا من حكومة شريف اسماعيل اكثر مما قدمته حكومة محلب ولله الامر من قبل ومن بعد.