< شاعر صيني قديم قال : «الزمن يسرع بما لا يسمح بالتراخي» <
في ١١ مايو الماضي، نشرت الصحف تحت عناوين رئيسية أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه، خلال اجتماعه بثلاثة وزراء، إلي أهمية توافر السلع الاساسية وجميع احتياجات المواطنين في الأسواق مع ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الممكنة لضبط الأسعار ولضمان جودة السلع المطروحة، بحيث يحصل المواطنون علي سلع ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة في نفس ذلك اليوم، كان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء قد أعلن أن نسبة زيادة أسعار الخضر، علي أساس سنوي، بلغت ٢١.٢٪ والفاكهة ١٤.١٪ إلي جانب الزيادات في أسعار الألبان والجبن والزيوت والسكر، وكذلك الكهرباء والغاز ومواد الوقود الأخري بمعدلات تصل إلي ٣٦.٨٪. وكما هو معروف ، فإن الزيادة في أسعار المواد البترولية تؤدي إلي ارتفاع جميع السلع والخدمات التي تمس محدودي الدخل. وفي نفس الوقت ارتفع معدل التضخم السنوي خلال شهر إبريل الماضي إلي ١١٪ . والمعروف ان زيادة التضخم تعني زيادة الاسعار وتراجع مستويات المعيشة وتقليص القدرة علي تلبية الاحتياجات الرئيسية والبناء الاقتصادي هو المهمة المركزية ومركز ثقل أعمال الحكومة. ومن هنا تركز الحكومات جهودها علي تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستوي معيشة الشعب ورفع مستوي الانتاجية والكفاءة والعمل من خلال استراتيجية ورؤية مستقبلية بصرف النظر عن المدة التي تتولي فيها المسئولية.
وفي ١٣ مايو الماضي نشرت تصريحات للرئيس السيسي، قال فيها أن الفساد مشكلة كبيرة تواجه مصر، وأن مواجهة الفساد تتطلب إرادة سياسية للدولة ، ويمكن مواجهة الفساد علي محورين: الجانب الأمني والجانب التشريعي.
وهذا يعني أقصي درجات الشفافية، ويحتاج إلي تطوير الجهاز الاداري الذي يعاني من الترهل والروتين والبيروقراطيةالتي تكاد تصبح مجرد أدوات للتستر علي الفساد وحمايته، وتغليظ قوانين ردع ومعاقبة الفاسدين.
هل ننتظر من الحكومة الجديدة ان تطرح علاجا جذريا لهذه المشكلات والعوائق.. يستعيد الدور الاجتماعي والتنموي للدولة؟
هل ننتظر منها حلولا حقيقية تعالج المشكلات المعيشية اليومية للمواطنين؟ وهل ننتظر منها طرح وتنفيذ حلول فورية لمشكلات انهيار الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والثقافية؟
كلنا نعلم ما انتهت إليه أوضاع التعليم في مصر وأحوال المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والاجتماعية.
وهنا نصل إلي القضية الكبري التي طال إهمالها أو تأجيل البحث عن حلول لها وهي :
ثورة في مناهج التعليم، حيث أن المناهج الحالية لا تفرز سوي متعصبين وضيقي الأفق ومتطرفين مؤهلين لكي يكونوا إرهابيين ، وكذلك ثورة في الثقافة ، حتي نعد جيلا يعرف قيمة العلم والعمل والتحضر والإبداع والاجتهاد الفكري.. وثورة في الإعلام، حيث أن مستوي الاعلام الحالي لا يتوافق إلا مع دولة متخلفة بلا طموحات ولا تعرف أدوات النهوض والتقدم.. وثورة في الخطاب الديني التي طالما نادي بها السيسي دون ان يتحرك أصحاب الضمائر لانقاذ العالمين العربي والإسلامي من كوارث القتل الجماعي والابادة وتدمير التراث الحضاري نتيجة المتاجرة والتضليل باسم الدين.
كلمة السر : إذكاء الروح الوطنية والجماعية والعصرية