الأخبار
علاء عبد الوهاب
«أبوالريد» .. الذي يشبه جيله
أن أنعي صديقا وزميلا ينتمي إلي جيلي، فكأنما أنعي قطعة مني.
سنوات طويلة عامرة بالذكريات، رفقة عمر في المكان والزمان، ثم فجأة يداهم المرض عزيزا، ويخطف الموت من شاركته رحلة العمل، وفي الاخبار هي رحلة أقرب إلي الحياة ذاتها، فطالما نقضي في صالة التحرير اكثر مما نمضيه مع الاهل، أو الاصدقاء بعيدا عن المهنة، لذا فإن لحظة الموت مع التسليم بقضاء الله تكون قاسية، صعبة، هكذا كان الحال عندما نعي الناعي رضا محمود.
ابن جيل عاني باكثر مما رأي الاباء والابناء، كنا نحلم ونعمل، نتحرك، نسافر، نعود، نبدع، نخطيء..، حياة حافلة إلتهمت احلي سنوات العمر، لتؤكد سُنة الله في خلقه «لقد خلقنا الإنسان في كبد» جيل حاول ان يحمل مبكرا المسئولية مع الاباء، ويخفف عن الابناء حتي لا يعانوا ما عاناه، وكان الثمن باهظا، امراض تتكالب، شيخوخة قبل الاوان، ثم رحيل غالبا ما يكون فاجعا.
هكذا كان حال الحاج رضا، وقد سبقه اصدقاء وزملاء اعزاء، وثمة طابور ينتظر، فلا مفر من مواجهة الحقيقة المؤكدة في الحياة: الموت.
«أبوالريد» كما كنت اناديه احيانا، ظل صامدا في مواجهة المرض، يكابد ويبتسم، يطمئن الصحاب حتي لا يقتسموا معه الألم، هكذا كان، وكأنه يعطي كل من تعامل معه، واحبه، درسا يبقي، وذكري تدوم، لانسان يصعب تصور انه صفحة تطوي.
لن نقول وداعا، ولكن نتمني له رحمة واسعة الي ان يجمعنا رب العالمين، ويشملنا برحمته يوم لا ظل إلا ظله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف