المساء
محمد جبريل
ع البحري .. قنوات الأقاليم.. والنفي في ماسبيرو!
تذكرني مركزية العاصمة في تعاملها مع الأقاليم. بالمثل الذي يقول إن الجنرالات يعلقون الأوسمة بينما الجنود يموتون.
لا أقصد المعني الحرفي للكلمة. فالصلة بين مركزية العاصمة والأقاليم المصرية تضع الجميع أمام مسئوليات مشتركة إذا أخدنا الإرهاب مثلاً. فإنه يشمل حياتنا المصرية. حضارتها وتاريخها ومخاض الواقع واستشرافات المستقبل. والمسئولية المشتركة هي مواجهة الخطر الذي تمتد تأثيراته إلي كل المواطنين.
أقصر تناولي علي تعرف مباشر إلي معني المركزية واللامركزية في قطاع مهم في حياتنا. وهو الإعلام.
أصر الأصدقاء في القناة السادسة التليفزيونية علي استضافتي يسروا الوسائل ـ بمعاونة الصديق المبدع أشرف خليل ـ حتي واجهت كاميرات القناة.
غادرت المبني الجميل القريب من طنطا. يتنازعني عاملان: الرضا عن الجهد الخلاق الذي يبذله محمد هلال وهشام حنجل وعاصم الرفاعي والسيد موسي ومحمد البرماوي وغيرهم والإشفاق من الغربة التي تعانيها القنوات الفضائية بين قنوات المركز في ماسبيرو.
العاملون في قنوات الأقاليم شطار يغزلون بإمكانات قليلة تغيب الدوافع التي تحض علي الإجادة. وتقديم المستوي المتميز في الإبداع. ولعلي أجد فيما شاهدته من مواد في القنوات الاقليمية ما يفوق المواد المماثلة لقنوات العاصمة.
أحرك المؤشر للبحث عن برامج تهمني أصادف ما أحرص علي متابعته. والتمتع بفقراته ربما تمنيت لو أني شاهدت في قنوات القاهرة برامج مماثلة. قوامها مقدمو برامج وفنانون وفنيون. يحرصون علي المستوي الذي حققه الكثير من برامج قنوات الأقاليم.
ظني أن التقدير يجب ألا يتحول إلي عاصمة وأقاليم. خيار وفقوس. أبناء البطة البيضاء وأبناء البطة السوداء.
ما دمنا قد أتحنا لمبدعي الأقاليم أن يقدموا إبداعاتهم التي تعبر عن البيئة الخاصة والرؤي التي تناقش قضايانا المحلية والقومية. فإن من حق هؤلاء المبدعين أن نتيح لهم الإمكانات نفسها. التي نوفرها لقنوات العاصمة.
أصعب الأمور ـ كما يقول ابن رشد ـ أن يشعر المرء بالنفي في وطنه وسطوة مركزية العاصمة هو نوع من فرض النفي علي قنوات الأقاليم. فلا تكبر وتبدع وتنافس بما يصنع سيمفونية إعلامية متكاملة تنسب إلي التليفزيون المصري. وتزكي وضع قيادة ماسبيرو لها علي النايل سات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف