ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها نادى الزمالك وجماهيره الوفية لكارثة بهذا الحجم المرعب بسبب درجة العشق المجنون للفريق الأبيض
ففى 17 فبراير عام 1974 كنت شاهد عيان من المقصورة الرئيسية على كارثة أشد من كارثة ستاد الدفاع الجوى الأخيرة حيث سقط ما يزيد على 55 شهيدا بسبب التدافع الجماهيرى فى مدرجات الدرجة الثالثة فى استاد حلمى زامورا قبل بدء مباراة الزمالك ودوكلا براغ التشيكى الودية.
يومها لم تكن هناك روابط لما يسمى «الألتراس» ترفع شعارات التحدى والإصرار على كسر عصا الطاعة للنظام العام بتوافق وتناغم مع فصائل التطرف والإرهاب المتحالفة حاليا مع بقايا الكوادر المدربة على إحداث الفوضى الهدامة وفق برامج وتدريبات خارجية اعتمادا على صنابير متعددة للتمويل الأجنبي... وأنا هنا أتحدث فقط عن قيادات معدودة فى هذه الروابط ليست فوق مستوى الشبهات ولديها القدرة على توظيف مشاعر الحب والتشجيع لكرة القدم باسطوانات شحن عدائية ضد مؤسسات الدولة بشكل عام ورجال الشرطة بوجه خاص.
إن كارثة استاد الدفاع الجوى يوم الأحد الماضى 8 فبراير كارثة رياضية وإنسانية مفزعة وتعكس قصورا فى الرؤية والتقدير لدى من اتخذوا قرار السماح بعودة الجماهير دون أن يضعوا فى الاعتبار وجود أطراف شريرة تسعى لهز الاستقرار خلال هذه المرحلة.. فضلا عن أن تحديد عدد الحضور هو فى حد ذاته قرار كارثى يصعب تنفيذه وتأمينه مع الأندية الجماهيرية مثل الزمالك والأهلي.
وإلى أن تنتهى النيابة العامة من تحقيقاتها ينبغى وقف كل محاولات صب الزيت على النار ومحاولة إلهاب المشاعر الغاضبة خصوصا محاولة التشكيك فى أن يكون التدافع لاقتحام الملعب دون بطاقات سببا فى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا رغم وجود سوابق مماثلة حتى يمكن تمرير الاتهام صوب الشرطة التى باتت تتحمل ما هو فوق الطاقة وفوق الاحتمال.. وليرحم الله هذه الزهور البريئة التى استدرجتها ثعالب مشبوهة مازالت مختبئة فى الجحور وينبغى سرعة كشفها والقبض عليها.
خير الكلام:
<< إنك إن تلتمس رضى جميع الناس تلتمس ما لا يدرك!