مرسى عطا الله
الوزراء.. ومعايير النجاح والفشل!
2 ـ لاشك أن الوزير الأكاديمى عندما يدخل إلى الهيئة الوزارية فإنه يتميز بسلاح العلم والمعرفة وإجادة فهم وتفسير الأرقام والإحصائيات وهذه كلها مميزات لا ينكر قيمتها وأهميتها أحد ولكن التجربة أثبتت أن هذه الخبرة الأكاديمية يمكن أن تتوافر للحكومة عن طريق روافد عديدة تمثل تنوعا فريدا للخبرة الأكاديمية من خلال الجامعات ومراكز البحث العلمى والمجالس القومية فى مجال الأمن القومي.
أما الوزير السياسى فإن ما يرجح فرصة نجاحه فى عمله هو امتلاكه لقدرة التأثير على الرأى العام إلى حد معقول من خلال امتلاكه لأدوات خطاب سياسى يصنع به تواصلا بين الشعب والحكومة من خلال القدرة على المصارحة بحجم المصاعب إن وجدت وربط ذلك ــ فى التو واللحظة ــ بالتبشير على إمكانية التغلب عليها والعثور على حلول لها.
ولعل أهم ما يؤخذ على الوزراء الأكاديميين فى معظم دول العالم أنهم ينفقون معظم أوقاتهم فى رسم الخطط والتبشير بالبرامج والمشروعات واقتراح نظم وآليات جديدة دون مرعاة لمدى اصطدام هذه الخطط والبرامج والنظم النظرية بأرض الواقع الأمر الذى يستنزف جهد الوزير ووقته بعيدا عن مهمته الأساسية فى الإنجاز والتطوير وقيادة دفة العمل دون انتظار لما تسفر عنه الخطط المقترحة والنظم المستحدثة من نتائج ومردودات!
وبعيدا عن مواصلة السباحة فى بحيرات الأكاديميين أو بحور السياسيين فإن ثمة عوامل مشتركة تؤدى إلى فشل وتعثر الوزير فى إنجاز مهامه على الوجه الأكمل بصرف النظر عما إذا كان هذا الوزير أكاديميا أو سياسيا ... فليس هناك ما يهدد نجاح الوزير أو المسئول سوى الغرور والنرجسية فى الشعور بالذكاء والتفوق على أقرانه من الوزراء لأن ذلك يفرز أجواء مسمومة تتجاوز المنافسة وتهييء لصراعات مكتومة ومدمرة خصوصا أن أغلب هذه الصراعات تتمثل دائما فى «الضرب تحت الحزام»!
بل لعلى أضيف إلى ذلك اعتقادى أن الوزير ــ سياسيا أو أكاديميا ــ يخطيء الطريق إلى النجاح إذا تصور أن الأمر مجرد سلطة وأبهة وصولجان وتجاهل الحقيقة الأساسية وراء استدعائه وتكليفه فى أن يسعى لتحسين أحوال الناس وليس تحسين أحواله الشخصية ومن يحيطون به فقط !
ومن المؤكد أن الوزير الأكاديمى الذى يملك خلفية سياسية معقولة ربما يملك مفاتيح النجاح أكثر من الآخرين
خير الكلام :
<< الهروب لا يحل المشكلة وإنما يزيدها تعقيدا!