لكل مرحلة أهدافها.. ولكل مهمة رجالها.. ولكل مسئولية أدواتها.. وللحق كان المهندس إبراهيم محلب نموذجاً رائعاً.. ومعيناً مخلصاً. وجندياً باسلاً.. طوال فترة رئاسته للوزارة.. وعلي الرغم من الظروف الصعبة. والأوقات الحرجة.. إلا أنه قدم العطاء الأمثل.. والجهد المتميز.. واستمر علي عهده.. حتي وصلت المسيرة إلي مرحلة تحتاج إلي دماء أحدث.. ورجال أنسب.. وأهداف أعلي.. وأدوات أكثر تطوراً وتقدماً.
الآن.. تتولي زمام الأمور.. وزارة جديدة.. تستكمل المشوار.. وتحاول تصحيح المسار.. ولكي تنجح في مهامها لابد لها من دراسة سلبيات وإيجابيات الفترة الماضية.. حتي تستطيع تحديد الفكر.. ورسم الطريق.. وترتيب الأهداف.. وإنتقاء الوسائل المناسبة.. ولعل أولي الدروس المستخلصة.. العمل بمنظومة متكاملة هدفها مصلحة الوطن.. والأداء كفريق متناغم قادر علي تحقيق الأهداف المنشودة. والتطلعات الطموحة.
الأيادي المرتعشة ليس لها مكان في المنظومة.. بل الأمر يحتاج إلي عقول نيرة. وقلوب مخلصة. وضمائر حية. تعمل بأفق واسع للمستقبل. وبفهم كبير للتحديات الشرسة.. وليدرك كل عضو في الوزارة الجديدة.. أن الحسنة تخص.. والسيئة تعم.. ومن ثم لابد من مراعاة قيم الإخلاص والشرف والنزاهة حتي تتمتع الوزارة بالتأييد الشعبي. وتتجنب مخاصمة الإعلام. وتنال المساندة السياسية من مختلف الطوائف والتيارات.
الارتقاء إلي فكر وجهد الرئيس.. من أهم عوامل نجاح الوزارة الجديدة.. لاسيما وأن الفترة الأخيرة من عمر الوزارة السابقة شهدت تدهوراً في الأداء.. وعجزاً في ابتكار الحلول.. واستسلاماً لمشاكل الروتين والبيروقراطية.. واهتزازاً وخوفاً من الإعلام المرئي والمقروء..!!
الإسراع بتنفيذ المشروعات القومية العملاقة.. ومضاعفة الأداء.. ورفع معدل الإنجاز.. من المهام العاجلة.. لأن البطء كان العقبة الكبري التي منعت خروج تلك المشروعات إلي النور.. ولذلك يجب معالجة الأخطاء.. وسد الثغرات.. ودفع عجلة الإنتاج أولاً بأول.
قطاع الخدمات.. يحتاج إلي رجال أكفاء.. ومقاتلين بواسل.. خاصة أن أخطاء هذا القطاع نالت من رصيد المهندس محلب.. بعد أن تدهورت مستويات الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية.. الأمر الذي يستوجب التطوير والتدريب.. وتلبية الحد الأدني من احتياجات المواطن الكادح.
الضرب بيد من حديد فوق رأس أي فاسد.. وقطع أيادي المرتشين.. وبتر رءوس الفتنة والفوضي.. من أهم واجبات الوزارة الجديدة.. وليدرك كل مسئول.. أن قضية وزير الزراعة السابق.. كانت بمثابة "القشة" التي قصمت ظهر وزارة المهندس محلب.. لذا.. عليه توخي الحذر.. واستيعاب الدرس.. وإلا فالمصير معروف..!!