الجمهورية
صلاح عطية
خطط الحاضر والمستقبل في خطاب الرئيس
حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الشباب المشارك في أسبوع الشباب العاشر في الإسماعيلية يبدو وكأنه خطة عمل ليس للوزارة الجديدة فحسب وإنما لنا جميعا وعلينا أن نتأمل ما وراء كلمات الرئيس في هذا الخطاب المهم لكي ندرك حجم الرسائل والتكليفات التي احتواها ومع ما ألقاه الرئيس السيسي من مسئولية كبري علي اكتاف شبابنا في صنع مستقبل مصر بداية من المشاركة في الانتخابات القادمة والاختيار الجيد لنواب الشعب فإن الخطاب وضع خطوطا أخلاقية لابد من احترامها أو بمعني أدق العودة إلي احترامها.
أول هذه الخطوط هو ان المتهم بريء حتي تثبت ادانته وقد طلب الرئيس الجميع بألا يندفعوا في تشويه صورة من وقعوا تحت طائلة الاتهام والمبالغة في تناول احداث قضاياهم لأن هناك أسرا لا ذنب لها تعاني مما نسب إلي عائلها.. ولابد من أن نحترم مشاعرهم.. مهما كان الجرم المنسوب إلي أحد أفرادها لأن الأمر في النهاية لا يعدو ان يكون اتهاما سيفصل فيه القضاء وعلينا احترام القضاء من ناحية واحترام اعراض الناس من ناحية أخري.
ثاني هذه الخطوط الوفاء وعدم نكران الجميل أو تجاهل الجهد بمجرد خطأ أو اخطاء تجعلنا نمسح كل شيء ايجابي ونمسك فقط في هذا الخطأ وهذا فيما يتعلق برئيس الوزراء المستقيل المهندس ابراهيم محلب الذي اشاد به الرئيس السيسي مؤكدا انه سيحتاجه إلي جواره وسيسند إليه مهمة أخري في هذه المرحلة وهي بلا شك كلمات تتوج جهد الرجل الذي لم يكن يعرف متي ينام ولا متي يستريح وقد كنا نراه ينتقل طوال الليل في أكثر من موقع بل وربما في أكثر من مدينة في يوم واحد متابعا ومناقشا ومواجها للمشكلات فالرجل أبلي بلاء حسنا حتي وان ظهر بين وزرائه من خان الأمانة وقدم للقضاء وعلينا أن ننتظر جميعا كلمة القضاء.
الخط الثالث وهو شاغلنا جميعا الآن هو معركتنا مع الفساد وقد أعلن الرئيس بحزم انه لن يسمح لأحد بأن يسرق جنيها واحدا وطبعا لن يستطيع الرئيس أن يفعل هذا وحده وإنما هي مسئوليتنا جميعا وعلينا أن نتصدي لأي فساد نعرفه أو نصادفه وان الفساد يدخل فيه ايضا من لا يؤدي عمله علي الوجه الأكمل.
الخط الرابع: هو السلوكيات التي نحتاجها في هذه المرحلة لحل المشكلات التي نواجهها في حياتنا اليومية واشاد الرئيس في هذا الشأن بحملات مقاطعة اللحوم من ناحية كسلوك ايجابي في مواجهة جشع البعض ولكنه من ناحية أخري طالب هذا البعض الشارد مما يؤثرون الاثراء علي حساب قوت الشعب بأن يعودوا إلي صوابهم ويكتفوا بالرزق الحلال دون الاثراء علي حساب المواطنين دون وجه حق في هذا الاطار ألمح الرئيس إلي منظومة يجري العمل فيها منذ عام لضبط الاسعار ولا شك ان هذه المنظومة سوف تجد سبيلا إلي انهاء الاحتكارات والمافيا التي تتحكم في أسعار اللحوم تربية واستيرادا وبالتالي في كل ما يتم استيراده لحاجتنا إليه وحتي لعدم حاجتنا إليه مما يرهق كاهل المواطن ويرهق ايضا احتياطي الدولة من العملات الصعبة.
يأتي بعد ذلك وفي مجال السلوكيات والأخلاق أيضا حديث الرئيس إلي من يحاول ابتزاز الدولة في هذه الظروف بمطالب فئوية لا يمكن للدولة تلبيتها وفي اشارة إلي تضخم ما تنفقه الدولة علي موظفيها اشار الرئيس إلي أن المرتبات كانت 70 مليار جنيه قبل يناير 2011 وتجاوزت الآن المائتي مليار دون ان تكون الزيادة بسبب زيادة الانتاج وهو وجه الخطورة هنا.
ثم نصل أخيرا إلي رسالة إلي من يسعون إلي هدم الوطن.. ويشير وهو يدعوهم إلي التعقل إلي انهم لن يستطيعوا تحقيق أي هدف بهم مهما فعلوا ولن يهدموا هذا الوطن الذي تحميه سواعد ابنائه المخلصين.
وفي الخطاب المهم رسائل مهمة أخري اتركها لمن سيتناوله بالتعليق وخاصة حديثه عن الإعلام وعن التعليم وايضا دور الشباب في المرحلة القادمة وما نتوقعه نحن من شبابنا لكي يعبر الوطن ظروفه الصعبة وينطلق إلي مرحلة الرخاء بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف