هل حرية الإعلام تصبح أحد المعاول الاساسية في هدم كل ما حققناه منذ 30 يونيو وحتي اليوم ؟!
هل تأخذنا وسائل الإعلام مرة أخري إلي نقطة الصفر ؟
يبدو بالفعل أن الأمر كذلك وربما أخطر ؟
فبعض وسائل الإعلام خرجت تماماً عن سياق عملها وبدأت حملات مغرضة أعتقد أننا جميعا سوف ندفع ثمناً باهظاً لها.
فلأول مرة في تاريخ مصر الحديث يواجه اختيار رئيس وزراء جديد وتكليفه بتشكيل الحكومة بحملة شعواء خرجت بكل المقاييس عن واجبات ومقتضيات العمل الصحفي والإعلامي وخاصة الفضائيات.
صحيح أن واجب الإعلام هو النقد الموضوعي وإيضاح الحقائق ولكن الأمر تحول في بلادنا إلي محاكمة يقف فيها الجلادون بأعداد أكبر من المدافعين.
انهالت وسائل الإعلام بسيل من الإتهامات بالفساد والرشوة لرئيس الوزراء المكلف وكما قلت بطريقة غير مسبوقة.
البعض تحدث عن علاقات مشبوهة لرئيس الوزراء والآخر تحدث عن عدم امتلاكه لأي قدرات خاصة تؤهله للعمل الجديد والبعض تحدث عن مرضه وعدم قدرته الجسمانية والصحية علي القيام بأعباء منصبه وبدأوا بعقد مقارنات مسبقة بينه وبين الرجل العظيم إبراهيم محلب وخاصة في جولاته التفقدية ومتابعته لتنفيذ المشروعات علي الواقع.
وصل الأمر إلي أن بعض الفضائيات والكتاب بدأوا التجاوز فيما يتعلق بقدرات الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه وسوء اختياراته لبعض معاونيه من الجهاز التنفيذي.
لقد قلت من قبل إنني أشم رائحة عفنة وكريهة. رائحة تذكرنا بنكبة 25 يناير وبالتطاول والتجريح والتجاوز الذي نال كل شيء وكل رمز من رموزنا الوطنية دون سند من الحقيقة باستثناء حالة عاطفية جياشة أوقعتنا في مستنقع يعوق تحركنا للأمام. الذي يحدث الآن لا يبشر بأي خير بل قد يكون العكس تماماً. أقول للرئيس والحكومة وكل زملائي بالإعلام احذروا فنحن ننزلق لهوة سحيقة بسبب فهمنا الخاطئ للحرية.. الحرية غير مسئولة لأنها أخطر من كل أنواع الإرهاب وقد تجرنا إلي الخريف العربي.