الأهرام
ريهام مازن
المرأة السويدية أنانية!!!
العائلة في حياة المرأة المتزوجة في السويد لا تأتي على حساب عملها أو حتى حياتها الشخصية وصديقاتها".. هذا ما قاله سائق التاكسي الذي كان يقلني للمطار عند عودتي من رحلتي الأخيرة في ستوكهولم.. ولأنه عربي الأصل، فقد وصف المرأة السويدية بـ"الأنانية".. فلماذا وصفها السائق (العربي) بالأنانية ؟
كانت الساعة الثالثة صباحا موعد توجهي للمطار ومنذ لحظة استقلالي للسيارة من الفندق، والذي يبعد 45 دقيقة عن مطار أرلاندا بالعاصمة السويدية.. بدأ سائق التاكسي العربي في الحديث.. ولم يتوقف وكأنه فتح راديو السيارة.. ويبدو (والله أعلم) أن السائق كان قد أخذ قسطا كافيا من الراحة واستفاق لحديث طويل لم ينقطع.
سرعان ما اكتشف مني أنني في صحيفة الأهرام، فقال الرجل حرفيا: "صحيفة الأهرام هي الوحيدة التي نحرص على قراءتها لنعرف منها أخبار العالم العربي.. وبدأ الرجل في سرد مزيد من الأحاديث والحكاوي، وبالطبع لم يعلم أنني قد استيقظت في السادسة صباحا ولم أخذ أي قسط من الراحة، حيث أنني كنت أعمل حتى العاشرة من مساء هذا اليوم.. ولا أستطيع النوم قبل السفر ولا حتى أثناء الرحلة التي استغرقت قرابة 12 ساعة إلى القاهرة بالترانزيت الذي قضيته في فرانكفورت..فوددت أن أستمع للرجل، ربما أحصل منه على معلومة تفيدني كصحفية!
وقد كان.. فقال الرجل أن المرأة السويدية أنانية الطبع؟ ولما سألته لماذا؟ أجابني: المرأة السويدية تترك أبنائها لزوجها لكي تخرج وتمرح وتستمتع مع صديقاتها".. فسألت السائق: وهل أنت لو في مكانها وإذا أتتك الفرصة لقضاء بعض الوقت مع أصدقائك، ألن تذهب؟
فرد علي: "المرأة يا سيدتي غير شكل (أي شكل تاني)" فسألته: "لماذا تحرم عليها ما قد تسعد به.. أليست بشرا ومن حقها أن تستمتع ببعض الوقت لنفسها"؟
فأجابني: "في ثقافتنا المرأة هي المسئول الأول عن بيتها وزوجها وأولادها.. لذلك، لا مكان لهذه الأشياء؟
والأمر يعني أن المرأة السويدية لا تنسى نفسها لمجرد أنها تزوجت ولديها أطفال.. فهل معنى أنها تتمتع بعلاقات اجتماعية مع أصدقائها أنها (أنانية) وأنها لا تهتم بزوجها أو أولادها؟
وطبعا لأنه عربي وشرقي، فلم يفهم هذا الحوار وهذه هي طبيعة الرجل الشرقي، الذي يعطي لنفسه كل الحقوق في حين يحرمها على زوجته، ويبيح لنفسه ما يحرمه على أمه أو أخته وطبعا زوجته!
هذه هي يا سادة إشكالية الرجل الشرقي، فالمشكلة ليست في المرأة السويدية أو أي امرأة أخرى، المشكلة تكمن في العادات والموروثات التي تربى عليها الرجل في مجتمعنا (الكريم والعنصري)، والذي يبيح كل الحقوق للرجل بينما يحرمها على المرأة.. فهي كائن درجة تانية وربما عاشرة وربما (ما لهاش) رأي أصلا في هذه الأمور والقضايا، فالمرأة من وجهة نظر مجتمعنا الشرقي خلقت لتتزوج وترعى أبناءها وزوجها، لكن أبدا ليس لها حقوق.
بالطبع ليس كل الرجال كذلك، ففيهم من أنعم عليه الله بنعمة العقل والتفكير، ومنهم من يعرف حق المرأة تمام، لكن مع الأسف، هؤلاء الرجال قلة ومعدودون على الأصابع، لكن معظمهم يعتقد أنه من الرجولة أن يكون وحده القائد، الذي يتمتع بكل الحريات، أما المرأة فهي لإشباع رغباته فقط، كائن ليس له دور أو رأي.
هناك من يخطأ كثيرا في حق المرأة وبالأخص الزوجة، فيعتقد أنه إذا حرم عليها القيام بعمل ما، فهو رجل قوي يستطيع الإمساك بزمام الأمور أو اللجام.. في حين تضطر بعضهن، تحت ضغط أن تقوم ببعض الأعمال خفية ومن وراءه، كأن تدخن سيجارة، فقط لتعطي لنفسها حق القيام بنفس ما يقوم به الزوج، لتشبع رغبة داخلية، حتى لو كانت لا تريد التدخين، وطبعا ذلك يكون من وراء زوجها، لأنه إذا عرف قد يطلقها!
من قلبي: سؤال يحيرني كثيرا، هل هذه المجتمعات تخلق أشخاص أسوياء؟ فمتى نتربى على احترام الآخر والقبول بالاختلاف؟ أعرف أنني أتناول قضايا قد لا تعجب البعض من قرائي الرجال، لكن علينا أن نفكر مليا في حق الإنسان في الحياة دون التعدي على أي من حقوق الآخر.. ودائما للحديث بقية في مجال العلاقات الزوجية!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف