وصلتني بعض المستندات الخاصة بوزارة السكان التى تتولى حقيبتها الدكتورة هالة يوسف، لا أعرف مدى صحة هذه المستندات، لكنها على أية حالة تؤكد منظومة إهدار المال العام التى كانت سائدة فى نظام ما قبل الثورة، حيث أصدرت الوزيرة فى يوم واحد قرارين لأحد الأشخاص بصرف مبلغ 22 ألفاً و500جنيه، نظير تعيينه، والأخر نظير إخلاصه وتأدية عمله.
المذكرة الأولى رفعت من سهير السعيد مدير عام مكتب الوزيرة، إلى الوزيرة تطالب فيها بتعيين شخص مستشارا إعلاميا مقابل 15 ألف جنيه فى الشهر، جاء نص المذكرة كالتالى: «مذكرة للعرض على السيدة الأستاذة الدكتورة وزيرة الدولة للسكان، بشأن: حاجة وزارة الدولة للسكان للاستعانة بالسيد الأستاذ( ح،ع،ح،م) للعمل مستشارا إعلاميا بوزارة الدولة للسكان فى غير أوقات العمل الرسمية.
الموضوع: نظراً لحاجة العمل الماسة للاستعانة بخبرات السيد(ح،ع،ح،م)، لذا نرجو التكرم بالاستعانة بالسيد الأستاذ(ح،ع،ح،م) خلال شهر أغسطس 2015 بمبلغ 15 ألف جنيه، على أن يتم الصرف من موازنة الدولة للسكان..مدير عام مكتب الوزيرة سهير السعيد(توقيع).. تأشيرة للوزيرة بخط اليد: أوافق طبقا للوائح والقوانين، توقيع هاله يوسف... أسفل الصفحة على اليمين كتب: أ 110ــــ 30/8 ، وكتب أسفل الصفحة على اليسار: سرى للغاية».
ونص المذكرة الذى وافقت عليه الوزيرة، يقر بتعيين الأستاذ(ح،ع،ح،م)مستشارا إعلاميا بالوزارة وليس للوزيرة، ويقر أيضا بأنه سيكون مستشاراً: «فى غير أوقات العمل الرسمية»، يعنى بعد إغلاق الوزارة، كيف؟ الله أعلم.
وتتضمن المذكرة جملة فى غاية الغرابة توقفت أمامها كثيرا وهى: «الاستعانة بالسيد(ح،ع،ح،م) خلال شهر أغسطس 2015»، هل استعانوا به لمدة شهر فقط مثل عمال اليومية أم ابتداء من شهر أغسطس؟، السر فى بطن الزير.
الطريف أن هذه المذكرة التى وافقت عليها الوزيرة تم توقيعها آخر شهر أغسطس فى 30/8/2015، وسجلت المذكرة برقم أ/110، فكيف يتم تعيينه آخر الشهر ويصرف راتبه عن الشهر الذى مضى، الله أعلم.
فى مذكرة ثانية لمديرة عام مكتب الوزيرة لنفس الشخص، ولنفس الوزيرة، وفى نفس اليوم، وفى نفس الساعة، كتبت: «مذكرة للعرض على السيدة الأستاذة الدكتورة وزيرة الدولة للسكان، بشأن صرف مكافأة للسيد الأستاذ(ح،ع،ح،م) المستشار الإعلامى، الموضوع: حيث إن السيد المستشار الإعلامى(ح،ع،ح،م) قد قام بالأعمال الموكلة له من قبل معاليكم على أكمل وجه، لذا: نرجو التكرم بالموافقة على صرف مكافأة 7 آلاف و500جنيه، وذلك تحفيزا له لبذل مزيد من الجهد..مدير عام مكتب الوزيرة سهير السعيد/توقيع.. وعلى اليمين عبارة بخط اليد: أوافق طبقا للوائح والقوانين/توقيع:هالة يوسف.. أسفل الصفحة على اليمين كتب بخط اليد: أ 108 ــ 30/8».
وزيرة السكان مطالبة بتوضيح ما جاء فى هذه المذكرات، هل هى صحيحة؟، وما هى مبرراتها؟، وما هو توصيفها لصرف هذه الأموال؟.