المساء
أحمد عمر
أصل الكلام في رحاب الله
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.. اليوم موعدي في مكة المكرمة تلبية لدعوة رب العزة لحضور المؤتمر السنوي للإيمان حيث اللقاء بالمسلمين من كل بقاع الأرض علي جبل عرفات.. موعد الاجتماع يوم الأربعاء القادم الموافق 23 سبتمبر ما بين الظهر والمغرب.. جدول الأعمال يتصدره التأكيد علي التسليم بأمر الله والإيمان بوحدانيته لا شريك له.. ويتضمن التعارف وحصد المنافع وإحياء الضمائر وقيم التواضع والتعاون والمساواة في النفس تجاه الآخرين.. نسأل الله القبول.
مدة الرحلة لا تستغرق أسبوعين من الطبيعي أن يواجه خلالها الإنسان من التجارب والخبرات الجديدة ما يؤثر بدرجة ما علي أفكاره ونمط حياته.. إنما تحلق بنا الأمنيات أن نجد عند العودة التغيير قد لمس الواقع وأن نداء أحياء الضمائر الذي ينطلق من مؤتمر الإنسانية علي جبل عرفات قد سري في القلوب والوجدان هنا وفي كل مكان.. لو تحقق هذا الحلم ستنتهي الحروب ويموت الفساد ويؤدي كل إنسان واجبه في أي موقع للمسئولية كبر أم صغر.. حينها يعم الرخاء أرجاء المعمورة.. ويعيش الناس في سعادة وهناء.. الصورة ليست خيالا محضا فقد شهدناها تتشكل في بعض المجتمعات البعيدة عنا.. ونتطلع أن نكون مثلها فالضمير هو الأداة العقلية التي توجه سلوك الإنسان وتجعله يميز بين الصواب والخطأ.. الضمير يرتبط بالواجب والالتزام بالمسئولية.. يولد مع الإنسان ويكبر معه أو يصاب بضمور تبعا للبيئة والثقافة والظروف الحياتية وغياب الضمير هو السبب الرئيسي لما تعانيه مجتمعاتنا مع تخلف وفقر وحروب بما أوجه فيها من فساد وإهمال.. إنه ما أوجد المسئول المرتشي والموظف المهمل ومن يدعي السهر علي حراسة القيم والمباديء بينما هو يتربح من الابتزاز.. النماذج كثيرة من حولنا وما "الفخراني" إلا قطرة في مستنقع.
يقول الحكيم إن الضمائر قد لا تحول دون ارتكاب المعاصي لكنها تمنعك من الاستمتاع بها.. إنك تستطيع رؤية الضمائر الميتة فيمن يستمتعون بفسادهم.. بل يرمون الآخرين بنواقص أنفسهم.
ومن الرحاب الطاهرة في مكة المكرمة اسأل الله العفو والعافية في البدن والضمائر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف