يظل المتابع للمنافسة الشرسة بين الأهلى والزمالك يلحظ فارقاً كبيراً فى تعاطى كل منهما مع الآخر وتلمس من خلال ذلك السؤال الذى ما زال يبحث عن إجابة منذ عشر سنوات ..لماذا يحتفظ الأهلى بتفوقه على الزمالك فى المواجهات الفردية ؟، وهو نفس السؤال الذى سيكون مثار جدل وحيرة خلال الساعات المقبلة بين جماهير الناديين قبل الديربى الأشهر عربياً وأفريقيا على أقدم بطولات مصر المحروسة الإثنين المقبل .
يكشف المراقب للموقف هذا الفارق الذى نبحث عنه، فبعد كل مباراة يفوز الزمالك فى كأس مصر أو الكونفيدرالية تجد لاعبيهم وجهازهم الفنى يضعون الأهلى فى جملة مفيدة من خلال تصريحاتهم ويطلقون لأنفسهم العنان فى توجيه رسائل التهديد للعملاق الأحمر وسيد أندية العالم ومن أمثلة ذلك .. باسم مرسى :سنهزم الأهلى فى الكونفيدرالية ، فييرا: لا نخاف الأهلى ، عضو مجلس إدارة: الأهلى يفوز علينا بالحظ ..ثم ينتهى الأمر لنفسنا نكسب الأهلى، عليك أن تراقب جيداً أن نفس هذه العناوين هى التى صدرت عن الزمالك ولاعبيه وجهازه الفنى قبل مباراة الدورى الشهيرة وكانت النتيجة أن الأهلى واجه فريقاً خائفاً مرتعشاً ففاز عليه بسهولة وهو أمر راجع لقلة خبرة الفريق الأبيض ولم يلتفت إليه أحد .
على النقيض يبدو الوضع مختلفاً فى الأهلى فلا تسمع صوتاً أو همساً من القلعة الحمراء تجاه الفريق الأبيض لأن شعارهم الكلام لا يصنع البطولات بل العمل والجهد والالتزام والرد فى الملعب ..هذا هو الفارق من وجهة نظرى بين الناديين حتى لو خسر الأهلى كل بطولات الموسم الحالى فليست هى نهاية المطاف ولكن من يريد ان يصنع شيئا فعليه أن يهتم بعيوبه ويترك سلبيات غيره وكيفية التخلص من تركة مثقلة بالانكسارات، مستفيداً من حالة الانتصار الحالي، وكيفية ان يبنى جسور الثقة ويتجاوز محنته فمشكلة الابيض تبدو واضحة فى قلة الخبرة خاصة فى المواجهات الكبرى والقرائن موجودة ..على العكس من الأهلى المتمرس الذى يتلبس بروح البطل فى النهائيات فهو يعرفها وهى تعرفه ..أكتسبها بعد جهد جهيد .
باختصار ستكون مواجهة حماسية قوية يفوز بها الأكثر هدوءا والواثق من نفسه والذى يعرف ماذا يريد لا من يفرض عليه كيف يريد .