واقعة الشجار أو التعدي المتبادل بين رئيس قناة النيل الدولية سامح رجائي والمذيعة سلمي الفقي تؤكد أن هناك خلل لابد من التصدي له والتوقف عنده، وبما أن أقوال ومذكرات الشكاوي المتبادلة بين رجائي وسلمي متضاربة ويقول كل منهما كلاما عكس الآخر فحسنا فعل عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عندماأحال الموضوع برمته إلي النيابة الإدارية،ولكن علي الأمير أيضا أن يراعي أن السبب وراء هذا الشجار تقييم أداء المذيعة والتي أخبرها رجائي أن منال الأتربي مدير عام الجودة ذكرت في تقييمها أن شعرها غجري وسلوكها يجرح عين المشاهد، وهو ما تسبب في المشكلة، بينما نفت الأتربي وأوضحت أن تقييمها لها لم يكن بهذا السوء، والمعروف أن الأتربي شخصية متزنة وبعيده عن إثارة المشكلات وربما يكون تقييمها بقطاع الأخبار موضوعي وتم استخدامه بأسلوب يحرج المذيعة.
وأعتقد أن تلك الأزمة تنبئ بأزمات جديدة في التليفزيون سببها التقييم وافتقاده للمعايير، فقد تناولت أكثر من مرة ومنذ عام ٢٠١٢ أي منذ ٣ سنوات وحتي الآن مشكلات نقلها لي مذيعون يعانون منذ سنوات أزمة حقيقية في التقييم الموضوعي وتطبيق المعايير الواجبة التي لا تدركها مدير عام التقييم المذيعة هويدا فتحي التي كان الأولي أن تطبقها علي برنامجها الذي يذاع منذ سنوات طويلة علي القناة الثانية ولم تطور في أداءها وأفكارها وشكلها «فاقد الشئ لا يعطيه»، وهنا أطالب رئيس الإتحاد أن يضع في اعتباره أهمية تقييم البرامج وضرورة اختيار شخصيات وإعلاميين مناسبين لهذه المهمة، فقد كان تقييم البرامج موكلا لإعلاميين كبار وموقرين وموثوق في ملحوظاتهم وتقييمهم ويعون جيدا قيمته، وأقترح أن يتم منح دورات تدريبية في أسس ومعايير التقييم حتي يفيد ذلك في تقييم وتجويد البرامج.
لأنني من المتابعين يوميا لبرنامج «العاشرة مساء» للإعلامي وائل الإبراشي وأعرف أن لديه أكبر نسبة مشاهدة فقد استوقفني عرضه تقرير لقناة الجزيرة المضللة حول التغيير الوزاري، وبالطبع كان الإبراشي ينتقده ويوضح أكاذيبه ولكنني أطالب بعدم عرضه من الأساس لأن كل من يشاهد «العاشرة مساء» اضطر لمشاهدة تقرير القناة المشبوهة التي قررنا الإبتعاد عنها ونبذها، فمثل هذه التقارير المشبوهة تحرق دمائنا وتثير أعصابنا وقد أوصل الإبراشي لنا بضاعتهم السيئة التي نهرب منها رغما عنا لمجرد إرادتنا متابعته.