أحمد جلال
انتخابات مجلس الشعب .. المسمار الأخير فى نعش انهيار الأهلى
*«تجنيد» السعيد يكشف الفصل الثالث من حرب «الإمبراطور» مع «عاشق الصفقات»
*جاريدو يتحول إلى «دمية».. ووائل جمعة موظف بدرجة مدير كرة
لم يكن أسوأ المتشائمين يتخيل أن ينهى الأهلى الدور الأول من الدورى العام، بهذا المستوى السيئ، بعد خسارة ميلودرامية أمام وصيف بطل الشتاء إنبى، بهدف مقابل لا شىء.. لتكون الهزيمة الثالثة فى نصف موسم، بدأت بخسارة مفاجئة أمام الرجاء بهدفين مقابل هدف واحد، ثم خسارة ثقيلة موجعة أمام الاتحاد السكندرى بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، لينهى حامل اللقب الدور الأول فى المركز الثالث، بنسبة فوز 50 فى المائة فقط «9 انتصارات من 18 لقاءً، محرزًا 27 هدفًا مقابل 15 هدفًا هزت شباكه، ويتوقف رصيده عند 33 نقطة، وله مباراة مؤجلة أمام الداخلية، متخلفًا عن الزمالك الغريم التقليدى بفارق 11 نقطة.
هذه الأرقام لا يمكن اختزالها فى المبررات الواهية التى ظل الإسبانى خوان كارلوس جاريدو يسوقها، مع كل فشل تعرض له فريقه خلال الدور الأول، زاعمًا أن هناك حالة تربص من الحكام بفريقه، أدت لنزيف النقاط المتوالى، من دون أن يعترف وجهازه المعاون بقيادة مدير الكرة وائل جمعة أن هناك خللًا شديدًا أدى لهذا الانهيار، إلى أن كانت الشماعة الجديدة التى كشف عنها مدير الكرة باعترافه أن هناك لاعبين خارج نطاق الفورمة، وأن هناك من لم يعد يتحلى بروح الفوز فى صفوف الفريق، ثم كان التصريح الأبرز بعد هزيمة إنبى، بأن صانع ألعاب الفريق عبدالله السعيد، اللاعب الذى يمثل علامة استفهام كبيرة، منذ عودته للملاعب، بعد تعافيه من شرخ فى أصابع القدم، مشغول بحضور المؤتمرات الانتخابية، لأحد أعضاء مجلس إدارة النادى الأهلى المهندس محمد عبدالوهاب «عاشق الصفقات»، الذى يعتزم الترشح لانتخابات مجلس النواب!!
كان تصريح جمعة مثيرًا للدهشة، وهو بمثابة إدانة له شخصيًا، قبل أن يكون مبررًا لتراجع مستوى لاعب كرة، لمجرد أنه حضر مؤتمرًا انتخابيًا، لمجاملة عضو مجلس إدارة بالنادى.. ويبدو أن تصريح جمعة كان بالتنسيق مع «الإمبراطور» علاء عبدالصادق رئيس قطاع الكرة فى الأهلى، الذى لا يزال يخوض حربًا شرسة مع محمد عبدالوهاب، للسيطرة على الكرة فى القلعة الحمراء، بدأت بصفقات الصيف، ثم بإنهاء النزاع مع الزمالك على مؤمن زكريا فى انتقالات يناير، وانتهت بالتصريح الغريب حول تشتيت ذهن عبد الله السعيد بالدعاية الانتخابية لمجلس النواب.
وائل جمعة لم يكشف عن عقوبة تعرض لها اللاعب مثلا لأنه ظهر فى سرادق انتخابى، ولم يحكم سيطرته على النجوم الكبار فى كل المشكلات التى تعرضوا لها، وأبرزها حسم عقد وليد سليمان، وأزمات حسام غالى أو ما أصطلح على تسميته «الكابيتانو» المتكررة مع زملائه، وأبرزهم شريف إكرامى وسعد الدين سمير ومحمد نجيب وحسام عاشور القائد الثالث للفريق بعد عماد متعب.. بل ووصلت الأمور إلى مشادة بين جمعة نفسه مع غالى، من دون أن يقترب أحد من «تابوه» القائد، الذى بات فوق المساءلة، إلى حد أن هناك من ظن أن سلوك القائد يجب أن يكون قدوة، مثل حسين السيد الظهير الأيسر، الذى انتهج نفس طريق غالى خلال لقاء المصرى ثم أمام بتروجت، وارتكب سلوكيات لا تليق بالأخلاق الرياضية، وكان يستحق الطرد أكثر من مرة، لكن الحكم لم يره فى واقعة ضرب أحد لاعبى بتروجت، ولم يلمحه وهو يبصق عليه شخصيًا، أعقاب إشهار البطاقة الصفراء للخشونة مع المنافس، فكان قرار لجنة المسابقات بإيقافه 4 مباريات لسوء السلوك.
وائل جمعة مدير الكرة كان الشخص الغائب عن المشهد فى كل هذه الأزمات، وتحول إلى مجرد موظف فى الجهاز المعاون يصرح بما يملى عليه، فى حين تحول جاريدو المدير الفنى بدوره إلى مجرد «دمية» فى يد إمبراطور قطاع الكرة، فإذا كان جاريدو بريئًا من دم نجوم أساسية رحلت بداية الموسم مثل أحمد رءوف وأحمد مانجة والسيد حمدى، فإنه كان «شاهد مشافش حاجة» فى صفقات الشتاء، وأبرزها التعاقد مع مؤمن زكريا، رغم أن أى متابع يعرف تمامًا أن الأهلى ليس بحاجة للاعب فى ظل وجود كريم بامبو ورمضان صبحى ووليد سليمان وترزيجيه وعبدالله السعيد «الذى يحتاج فقط لمعالجة خاصة ليستعيد مستواه»، وكذا التعاقد مع لاعب برازيلى مغمور يدعى هيدرنيك، يبلغ من العمر 27 عامًا، قادمًا من الدورى الفنلندى غير المصنف، ومصاب فى غضروف الركبة، ما يبعده عن الملاعب شهرًا ونصف الشهر، بل وكان التعاقد لمدة 3 مواسم ونصف الموسم، ما يثير الشبهات حول هذه الصفقة، ويعيد للأذهان فضيحة صفقة فابيو جونيور الشهيرة فى أواخر الولاية الثالثة لمانويل جوزيه، الذى تعاقد معه الأهلى، من دون مبرر واضح، رغم أنه لاعب متواضع المستوى.
هيدرنيك يشغل مركز لاعب الارتكاز، والذى يضم فيه الأهلى حسام عاشور وحسام غالى وأحمد خيرى.. والتعاقد معه كان مفاجأة غير متوقعة، لأن الأهلى كان يعلن أنه بصدد التعاقد مع لاعب إفريقى، ثم كان التعاقد مع اللاعب البرازيلى، فى وقت تم فيه تجاهل لاعب بإمكانيات أحمد خيرى، لأسباب غير مفهومة.
استمرار الأهلى فى المافسة على اللقب، تبدو صعبة للغاية، إن لم تكن شبه مستحيلة، ليس فقط بسبب التألق الكبير لناديى الزمالك وإنبى، ولكن بسبب الحالة المتدهورة فنيًا ونفسيًا للاعبى الأهلى مع جاريدو، الذى ربما لا يكمل الموسم حال استمرار الخيبة الكروية، بداية الدور الثانى، لكن رحيله قد يعصف أيضا بالإمبراطور.. علاء عبدالصادق، لأن البديل سيكون فتحى مبروك، لحين البحث عن هيكل تنظيمى جديد للكرة فى الأهلى، بداية الموسم المقبل.