صابر شوكت
حكماء الدولة العميقة وفساد حكومات الثورة..!؟
إكمالاً لمقال الإسبوع الماضي الذي أنهيته بعبارة «وكان للأسف العديد من وزراء حكومة محلب يطلبهم «الوسواس الخناس» الذي نشر الفساد في دواوينهم.. فكانوا ينتظرون قدومه علي أبواب الوزارة باعتباره صديقاً حميماً لقيادات الدولة والأجهزة السيادية» وهي العباءة التي كان يرتديها عهد مبارك ليوحي بها قوته بينما لا يساند إلا بعض صغار القيادات الفاسدة ونضيف هذا الاسبوع :
الطفل المعجزة أيام مبارك.. وهو الحاصل علي دبلوم.. وجاء من قري زفتي إلي القاهرة وهو حافي يحلم بركوب قطار الطبقة الحاكمة في مصر بأي وسيلة.. وبعد أن كان عامل بوفيه بداية التسعينات تصادف أن شاهده وزير كان مشهوراً عنه نقاط ضعف إنساني خطيرة. وبعدما صار فجأة مديرا لمكتب السيد الوزير.. والحاكم بأمره في الوزارة.. والتقطه فورا حكماء الدولة العميقة في عهد مبارك لاستثمار هذا الصبي وعلاقته الخاصة بالوزير في كثير من خفايا أسرار حكم مبارك.. وعندما أشار الحكماء علي مبارك بنظرية «التضحية» بأحد من رجال النظام كل فترة والايحاء للشعب بأن الدولة تحارب الفساد..
تم استخدام هذا «الوسواس الخناس» للإيقاع بالراحل المستشار ماهر الجندي وبعض رجال الأعمال.. وهي نفس الطريقة التي أوقع بها وزير الزراعة ورجاله في حكومة محلب.. بدءاً من تزيين الفساد «بالبدل والكرافتات الاوروبية» وحتي الحج والعمرة للتوبة عن الفساد بعد هذه العملية..!
وبعد خروج الرجل من السجن.. تولاه حكماء الدولة العميقة بالرعاية واعادوه لزوجته الفنانة.. وبعد الثورة.. استخدموه في دور كبير.. لنجاح ثورة ٣٠ يونيو.. وكان كل اسبوع «يغلق بار الفورسيزون علي نفسه مع أصحاب الفضائيات وكبار الإعلاميين للقيام بالدور لفضح نظام الإخوان بوثائق وخطط شارك فيها العديد من حكماء الدولة العميقة.. وكان لابد من استخدام هذا النوع من صبية الفساد لقدرتهم علي ذلك..!
وقام بدوره الذي قبض فيه ثمنه علي خير وجه..ولكنه زاد طمعاً مثلما فعل الإعلامي المجنون صاحب شهادة معاملة الأطفال.. وللأسف مثلما يطمع حالياً كثير من إعلاميي الفضائيات الخاصة وكتاب كبار ً ويريدون «نصيب في الكعكعة» فيريدون إجبار النظام الجديد بعد تولي السيسي أن يصيروا نجوما وأسياداً علي شعب مصر وحاول حكماء الدولة العميقة المتورط بعضهم في فسادهم نصحه وأخرين.. ولكنهم لم يصدقوا السيسي عندما حذرهم منذ شهور بأنه لايوجد لديه فواتير يسددها لأحد سوي شعب مصر صاحب الفضل علي جميع رجال مصر.
وهكذا تم طرد صبي النظام من الجنة وتطليقه من زوجته الفنانة الكبيرة منذ شهور ولم يتعظ.. ولم يدر.. أن مصر اليوم غير مصر منذ عام واحد فقط وأن هناك حقيقة أن النظام يريد دولة جديدة وشعباً حراً.. ومعه بعض المتورطين من حكماء الدولة العميقة لايصدقون.. فتم ضبطه في جريمة صغيرة مع وزير الزراعة فقط يجري التحقيق فيها حاليا.
ولكن الملايين في مصر يتساءلون..ولماذا لم يتم القبض علي أكثر من عشرين قيادياً بوزارة الزراعة؟
سرقوا أكثر من ربع مليون فدان لكبار رجال أعمال شهيرين بمعاونة حكماء الدولة العميقة وعلي رأسهم مهندس بوزارة الزراعة ورجاله.. ويعد كاتم أسرار الصندوق الأسود للفساد والاستيلاء علي ملايين أراضي مصر منذ سنوات.. كان تم طرده بعد ثورة يناير.. وأعادته في سرية حكومة الإخوان.. ليستمر في جرائمه حتي الأن تحت حماية متورطين من حكماء الدولة العميقة ولماذا قام وزير الري بتقديم اللواء أشرف عبدالعزيز إلي النيابة منذ يومين بتهمة الفساد بصفته رئيس القابضة لإستصلاح الأراضي.. وهو الذي قدم مذكرات تفصيلية للنائب العام ومحلب ورؤساء حكومات الثورة بجرائم عصابات من رجال الأعمال الكبار بأدلة ومستندات فساد وزراء الزراعة السابقين منذ أباظة وحتي هلال..؟
الإجابة والبقية العدد القادم